الثورة – رانيا حكمت صقر:
تتجلى المرأة في أعمال الفنانة آلاء إدريس كرمز للحياة والحنان والقوة، من خلال لوحات تعبّر عن دور المرأة السورية كأم وزوجة، فتنقل الفنانة رسالة إنسانية عميقة تعكس وطنها سوريا بكل ألوانه وأطيافه، هذه الرحلة التي بدأت منذ الطفولة، توسعت مع التعليم والتجربة لتصبح مسيرة إبداعية تجمع بين الإصرار والموهبة في عالم الرسم.
تحدثت إدريس عن بداياتها لصحيفة الثورة: “بدأت منذ صغري برسم صور أفلام الكرتون ونقلها، وكانت هذه البدايات بمثابة البذرة الأولى لشغفي بالفن”.. ومع مرور الوقت، التحقت بمعهد الفنون التشكيلية لتتوسع في معارفها، لكنها أدركت سريعاً أن سنتين من الدراسة ليست كافية لاستيعاب أعماق الفن ورحابه، فأخذت المبادرة وبدأت برسم الجداريات في عدة أماكن، مما ساعدها على تطوير مهاراتها بشكل عملي ومباشر.
لاحقاً، قررت التخصص في “البورتريه”، وتدربت على يد الأستاذ محمود قداح في مدينة سلمية، والتمرين المكثف أهلها للوصول إلى مستوى متقدم في الرسم، ليصبح شغفها فناً متكاملاً تعبر من خلاله عن ذاتها ورسالتها.
تؤكد إدريس أن الدعم الأول جاء من عائلتها، لكنها تؤمن أن الدافع الأساسي كان من داخلها. تقول: “قررت أن أتعلم باستمرار حتى أصل إلى مستوى يجعلني فخورة بنفسي، كما أطمح لأحقق حضوراً يمكنني من إيصال رسالة تؤثر في الآخرين، ويبقى اسمي حاضراً في عالم الفن”.
شاركت آلاء في العديد من الفعاليات الثقافية والمعارض التي تحمل رسائل اجتماعية مهمة، منها: معرضان خاصان بدور المرأة في المجتمع والعنف القائم على النوع الاجتماعي، كما شاركت في معرض بمدينة حماه سلط الضوء على الأماكن الأثرية القديمة، ورسمت فيه لوحة ناعورة الكيلانية التي تعكس التراث والذاكرة.
تعتمد في تقنية رسمها على طباعة الصورة الأساسية ثم نقل المقاسات بقلم الرصاص لضمان الدقة، ولاحقاً تضفي الألوان الخشبية الممزوجة بالرصاص رونقاً وحياة على لوحاتها، ما يجعل كل عمل ينبض بالحيوية والتفرد، وفي كل لوحة ترسمها، تعكس حكاية امرأة سورية صامدة، وفنانة تسعى لأن تبقى بصمتها مشرقة على لوحة الزمن.