الثورة – ترجمة غادة سلامة:
يقول جون مولدين المحلل الاستراتيجي للاستثمار ورئيس شركة ميلينيوم ويف أدفيزورز الذي يتمتع بخبرة تزيد عن ثلاثة عقود في الأسواق: إن إدارة بايدن ارتكبت خطأ في تسليح الدولار الأمريكي ونظام الدفع العالمي، وهذا سيجبر المستثمرين والدول غير الأمريكية على تنويع ممتلكاتهم خارج الملاذ التقليدي للولايات المتحدة الأميركية، حيث تسارعت الخطط الجارية بالفعل في بعض الدول المتقدمة للترويج لعملاتهما للمدفوعات الدولية، بما في ذلك من خلال استخدام تقنيات blockchain. وسرعان ما قامت دول أمثال بنغلاديش وكازاخستان ولاوس بتكثيف المفاوضات مع الصين لتعزيز استخدامها لليوان (العملة الصينية)، حيث بدأت الهند تتحدث بصوت عالٍ عن تدويل عملتها الروبية، وبدأت هذا الشهر فقط في تأمين آلية دفع ثنائية.
كان الدافع الرئيس لهذه الخطط هو تحرك الولايات المتحدة وأوروبا للعمل بنظام الرسائل المالية العالمي المعروف باسم SWIFT.
وكان لذلك نتائج، إذ أثارت العقوبات الأمريكية التي تتبعها أمريكا في محاربة الدول الأخرى، من أن يصبح الدولار بشكل دائم أداة سياسية علنية، ولكن هيهات للولايات المتحدة من ذلك لأن موسكو وبكين تعملان على تطوير نظام المدفوعات المحلي الخاص بهما، والذي من المتوقع أن يتفوق عالمياً ويحجم واشنطن ويجبرها على التراجع.
يقول تيمور بايغ، العضو المنتدب وكبير الاقتصاديين في سنغافورة: إن الخطوات الإقليمية والدولية لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي ليست مفاجئة بالنسبة له، حيث تراجعت مبيعات السندات المقومة بالدولار من قبل الشركات إلى مستوى قياسي منخفض، بلغ 37٪ من الإجمالي العالمي في العام الماضي 2022، الأمر الذي يساهم في إضعاف الدولار وقلة الطلب عليه كعملة عالمية.
هذا وتعمل العديد من الاقتصادات على تقليص استخدام الدولار من خلال بناء شبكات دفع جديدة، وهي حملة تسبق ارتفاع الدولار.
فقد وضعت ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة وتايلاند أنظمة للمعاملات بين بعضها البعض بعملاتها المحلية بدلاً من الدولار، كما يمكن للتايوانيين الدفع باستخدام نظام رمز الاستجابة السريعة المرتبط باليابان.
الكل في الكل، تقود الجهود الزخم بعيدًا عن النظام الذي يقوده الغرب والذي كان حجر الأساس للتمويل العالمي لأكثر من نصف قرن.
المصدر: انفورمشين كليرنغ هاوس