الثورة – ترجمة ختام أحمد:
يقوم البنتاغون بعمليات عبر (الإنترنت)، تستهدف كل من إيران وسورية واليمن، وهدفت هذه العمليات واسعة النطاق على مدى سنوات عديدة إلى زعزعة استقرار تلك البلاد من خلال نشر المشاعر السلبية ضد حكوماتها والتحريض عليها عبر مجموعة متنوعة من منصات التواصل الاجتماعي.
وقد أبلغ القائمون على كل من “تويتر وفيسبوك” البنتاغون بشكل مباشر مراراً وتكراراً على مدى عدة سنوات من الحرب النفسية التي يقومون بها عبر منصاتهم أنه قد تم اكتشافها وتحديد من يقف خلفها، ما دفع البيت الأبيض لإجراء تحقيق وتدقيق داخلي لحفظ ماء الوجه وخوفاً من زعزعة الثقة أمام شعبهم ومؤيديهم من خلال التلاعب بالجماهير في الخارج.
بعد ذلك، أشارت التحقيقات وبشكل محبط للبيت الأبيض إلى ضبط البنتاغون قيام تلك العمليات، التي أكدتها رسائل البريد الإلكتروني والوثائق الداخلية من تويتر، والتي نشرها الصحفي “لي فانغ”، أن المديرين التنفيذيين في تويتر لم يوافقوا فقط على شبكة البنتاغون من حسابات التصيد والبوت، ولكنهم قدموا أيضًا حماية داخلية كبيرة لهم من خلال القائمة البيضاء، بحيث منحتهم هذه الحسابات الامتيازات الخوارزمية والتضخيمية للتوسع والمراقبة في تويتر دون فحص أزرق، وسمحت لـهم حسابات القوى العظمى بالعمل مع الإفلات من العقاب، على الرغم من انتهاك العديد من قواعد النظام الأساسي والتصرف بشكل فاضح.
كما ذكرنا سابقًا، سعت هذه الحسابات على مدار سنوات عديدة إلى التأثير على السلوك والعادات في منطقة غرب آسيا، لاسيما إيران والعراق وسورية واليمن، وكان لدى هؤلاء المستخدمين صور ملفات شخصية مزيفة، تحرض وتسخر وتبث الكره والفتن على صفحات الفيسبوك وتويتر.
فيما يتعلق بالأنشطة التي يتم نشرها على تويتر ضد طهران، تم إنشاء العديد من الصفحات الوهمية لمهاجمة الحكومة الإيرانية لمواقفها الأيديولوجية وسياستها المختلفة، ولم تكن هذه الحسابات لشخصيات إيرانية معارضة حقيقية بل كان خلفها البنتاغون، وكانت هذه الحسابات لشخصيات تتظاهر أنها إيرانية محافظة للغاية ينتقدون سياسات الإدارة الإيرانية، وآخرون متطرفون تقدميون يدينون مدى تطبيق الجمهورية للشريعة الإسلامية، كما قام العديد من المستخدمين بتضخيم المعلومات المضللة، والتي تنشرها خدمة صوت أمريكا باللغة الفارسية التي تمولها الحكومة الأمريكية من بين عدد غير محدود من منصات الدعاية الأخرى الممولة والموجهة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وكان كبار المسؤولين في تويتر على دراية بهذه الحسابات لكنهم لم يغلقوها، بل قاموا بحمايتها وكان التعاون بين تويتر والبنتاغون على أعلى مستوى.
في حزيران 2020، أدلى المتحدث باسم تويتر، نيك بيكلز، بشهادته أمام لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي بشأن جهود الشركة الحثيثة لإيقاف التلاعب بالمنصة من جانب الدول المعادية وأنها أولوية قصوى لأمريكا، بالمقابل أشارت محامية تويتر آنذاك، ستاتشيا كارديل، في رسالة بريد إلكتروني داخلية إلى أن البنتاغون هو الذي يمارس أنشطته الخبيثة على الإنترنت، ويسعى من خلال عملائه إلى التعتيم على نشاطهم في هذا الفضاء لتجنب الإحراج، بعد نشر قصة Post، هنأ موظفو تويتر أنفسهم وبعضهم البعض على مدى فعالية الشركة في إخفاء دورها في التستر على أفعال القيادة المركزية الأمريكية، حيث شكر أحد مسؤولي الاتصالات مجموعة من المديرين التنفيذيين على بذل كل ما في وسعهم لإدارة هذا، مشيرةً بارتياح إلى أن القصة لا يبدو أنها تحظى باهتمام كبير.
لولا سلسلة TwitterFiles التي تم الكشف عنها منذ أن تولى Elon Musk إدارة الشركة بشكل مثير للجدل، فمن المحتمل أن تظل هذه الأسرار المظلمة والمخزية مدفونة إلى الأبد.
يجب الآن إخبار المدى الكامل لتواطؤ الشركة مع وكالات الاستخبارات الأمريكية، والتعاون المتزامن والمماثل بين كل شبكة اجتماعية رئيسية.
المصدر: ذا كريدل