كطقوسي في الحياة

الملحق الثقافي- رجاء شعبان:
طقوسي في الكتابة ومع الكتابة كطقوسي مع الحياة كلها… فهل للحياة طقوس محددة… وهل الحياة من دون طقوس؟ لا أبداً….أنا الحياة لكي أعتبرها حياة، فلابد من لحظات جميلة مستقرة تأتي من بعد مواقف كعواصف وأمطار، فتغدو كالربيع من بعد شتاء… طقوسي مع الكتابة تأتي كنبضات الحياة في لحظات ولادة من بعد تكوّن جنينها من الأفكار والمواقف المتكررة والمشاعر المتشابهة أو الناضجة… العمل الإبداعي كأي برقٍ أو رعدٍ أو ومضة أو بريق… يشتعل بعد شرارة شحنات تولّدت بصعق تيار كهربائي.. طقوسي مع الكتابة… ليس لديّ طقوس… قد أكون في خضمّ حديث وأستوحي منه فكرة، فأركنها في فكري للحظات وأمسك قلم عقلي وأسطّر ماتجمّع من كلمات وأحرف وعبارات… أكتب في كل الأوقات… وفي جميع الأحوال… فهي مني نتاج مما يزرعه الزمن بفكري بكل شيء… وحين تطول مشاعري وتفيض ذواتي تقطر اللحظات وحدها حروفاً من كتابة ولغات من روح تحاول أن تعبّر بجميل المعاني أو تخفف من قبيح… أو تصنع من أخشاب الواقع سفينة النجاة بطوفان الألم أو الشعور العارم أكتب في الصباح والمساء… أو ربما في منتصف الليل… إذ لا زمن للكتابة… ولا مزاج خاصّ مخصص أثناء اندلاع المشاعر… فالكتابة تغدو في لحظات كالقارب في رحلة على متن الماء ومع ركاب ومسافرين لا نعرفهم حتى….
لا طقوس لي في الكتابة.. الكتابة عندي فعل ككل الأفعال نضوج من ثمر الأجواء طعام من شهيّات الأوقات شحنات من نبضات الحب والصباح رقصات من ظلال الظهيرة وميلان الأغصان من ثقل الغلال الكتابة عندي كشرب الشاي وعزف الحديث مع النساء كتفاؤل الصبايا بعرس جميل كلعب الأطفال في زوايا الحارات والساحات أكتب في الباص… وعلى الشرفات أرى عصفوراً يغامزني فأبتسم وأرد له بحرف الغمزات يثور الغضب في قلبي، فأمسك من ندى نهري وأطفئه بحبر الماء أنا في الحب لا طقس لي… الحب عندي في الذهاب على جواد الحرف… فأصبح من عاشقة إلى بطلة سورة القلم وآية نون والقلم ومايسطرون.. لكن الطقس الأجمل والأوحد لي في الكتابة… موسيقا ونغم ناي حزين ونافذة أطلّ منها على أفق ونظرة في الذاكرة تصول وتجول وتأتي وتدفق بالصور والعبارات.. طقوسي في الكتابة يا سيدي كطقس أيلول الذي أحبّه.. نسمات عشق بالخريف على تلك العتبات وجنونُ قهرٍ يصعد في بهوات الظلم.. الكتابة عندي يا سيدي كتنفس الهواء حين أحتاج لزيادة جرعات الأوكسجين حين يغدو الكون برحبه خانقاً لي.. الكتابة في طقوسها كعزف الريح ألحانها على أوراق الشجر واختمار السكّر في ثمر الليمون وجري العزم في الماء ونفخ الروح في ناي القصب رجاء.

العدد 1131 – 7-2-2023

آخر الأخبار
تضم بقايا عظام حوالي 20 ضحية اكتشاف مقبرة جماعية في قبو بمنطقة السبينة بريف دمشق الأوروبيون: ملتزمون بتعزيز أمن أوروبا وإحلال السلام الدائم في أوكرانيا مؤسسات تعليمية وتربوية واعية لبناء الدولة.. القاسم لـ"الثورة": خطى حثيثة للنهوض بواقع التعليم في حلب لماذا أعجبت النساء بالرئيس أحمد الشرع؟ مدارس درعا بلا مازوت..! حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد