الملحق الثقافي- د. جميل حداد:
الشاعر والأديب القومي العربي العُماني هلال السيابي كان في مطلع شبابه سفيراً لعُمان في دمشق وقد طال غيابه عنها وبعد أن عاد إليها بعد زمن طويل كان قلبه قد امتلأ بالحنين والمحبة والشوق إليها وهو الفارس الوفي الذي يخزن المحبة ويتصف بالوفاء، ولأنه ابن عُمان العروبة والوفاء أبدع هذه القصيدة العصماء التي يصح أن نسميها ملحمة شعرية لفارس من فرسان الشعر العربي، فتحية له وتحية ليراعه المبدع
رعاه الله وحماه وحمى كفاءته القومية لتبقى ذخراً لمن أحبّه وأحبّ دمشق:
شاعرٌ قال وأبدع
ياشاعرَ المجد نلت المجد والرّتبا
إذ رحتَ تنثرُ فوق الغوطة الحببا
طوّعت في الشِّعر والإبداع قافيةً
سبحان ربّكَ إذ أعطى وإذ وهبا
أسرجتَ للمجد والعلياء ملحمةً
ريّانةَ النّسغِ إنْ خيّالها انتسبا
يمضي إلى الشّام تغدو الشّامُ ممرعةً
هل تكنزُ الشّام إلّا التبرَ والذهبا
تعطي سنا النور للآتينَ في شغفٍ
شوقاً إليها وتعطي العاشقين صِبا
أبياتُ شِعركَ ترياقٌ ومأثرةٌ
طوبى لكفّك تروي المجد والحسبا
فالشِّعر يترك للتاريخ مأثرةً
ما كلّ من كتب الأشعار قد كتبا
لافضّ فوك الذي قد قال قولته
إذ تذكر الشام ينداح الفضا عجبا
أبدعت في كلّ ماجاد القصيد به
فالصّبحُ يكمن فوق الشّام مرتقبا
يعطيكَ ربّك كي تبقى لنا سنداً
من يطلب الخير للمظلوم ماغُلبا
أودعتَ حبّك في حضنٍ يقدِّره
أعليت حقّاً بأرض الشّام مستلبا
أكرم بجيدٍ من الأجواد انصفنا
حين الجميع تخلى فأبعد العتبا
وأكرم بفيض من الأشعار يحملني
قد طاول الغيم والأفلاك والسّحبا
العدد 1131 – 7-2-2023