الثورة – لينا شلهوب:
توجّه آلاف الطلاب اليوم إلى مراكزهم الامتحانية ليخوضوا إحدى المحطات المفصلية في مسيرتهم الدراسية– امتحان اللغة الإنكليزية، وبالرغم من حرارة الصيف وتوتر الأيام المصيرية، حمل كثيرون أقلامهم بثقة، وآخرون بدعاء خفيّ، آملين أن تأتي الأسئلة منصفة، والجهود مثمرة.
مع خروج الطلاب من قاعات الامتحان، بدأت تتقاطع الآراء وتتنوع الانطباعات، بين من تنفّس الصعداء، ومن شعر بشيء من الإحباط.
الطالبة رغد الأحمد من ريف دمشق قالت: الأسئلة كانت وسطية، لا صعبة ولا سهلة، القطعة كانت مفهومة إلى حد ما، لكن بعض المفردات الجديدة شكلت تحدياً بسيطاً خاصة في أسئلة الفهم.
فيما عبّر الطالب علي النجار عن ارتياحه، مؤكداً أن الاختبار كان مقبولاً جداً، وجاءت الأسئلة من النماذج التي تدربنا عليها، أما القواعد والكتابة كانت مباشرة، وهذا ساعدنا كثيراً.
وأشارت الطالبة رهف المصري أن أسئلة الفرع الأدبي وصلت إلى 52 سؤالاً، ونوعاً ما كانت الأسئلة مقبولة لكن سؤال الحوار الأخير شتت الطلاب لأن الأجوبة متقاربة.
في المقابل، رأى البعض أن الوقت لم يكن كافياً، إذ تضمنت ورقة الامتحان للفرع العلمي 50 سؤالاً منوعاً، بينما قالت الطالبة لين الحسن: الأسئلة مناسبة، لكني شعرت أن الوقت يداهمني في قسم التعبير. تمنيت لو كانت هناك دقائق إضافية.
المراقب سامر عيسى في أحد المراكز بدمشق وفي اتصال هاتفي، قال: كان الطلاب بشكل عام ملتزمين ومنضبطين، وكانت الأجواء هادئة، إذ لم تُسجل حالات غش تُذكر، وهو ما يعكس وعياً متزايداً بأهمية الاعتماد على النفس.
وبينت المراقبة فاديا عبد الرحمن أنه من خلال تعابير وجوه الطلاب بعد الامتحان، شعرت أن الامتحان لم يكن مفاجئاً لهم، وكثير منهم خرجوا بابتسامة وراحة نفسية.
بحسب مراجعة عامة لبعض المدرّسين، تبيّن أن الامتحان راعى الفروقات الفردية بين الطلاب، فجاء متوازناً، احتوى على أسئلة تتطلب فهماً حقيقياً للنص، وقسم الكتابة كان مفتوحاً لمهارات التعبير، ما يتيح للطالب الجيد أن يبرز قدراته.
يمضي ماراثون البكالوريا في سوريا خطوة بخطوة، ومع كل امتحان، تتكشف تجارب إنسانية ومواقف تعليمية تستحق التأمل، امتحان اليوم في اللغة الإنكليزية شكّل مزيجاً من التحدي والفرصة، والآمال لاتزال معلقة على قادم من الأيام.