مخططات الاحتلال يمزقها صمود أهلنا في الجولان المحتل

عبد الحميد غانم:
تاريخ المشروع الصهيوني واحتلاله للأرض، واستيطانه في الجولان السوري طويل، ومتشعّبٌ وشائك، بدأ مع بدء هذا المشروع في إقامة الكيان الإسرائيلي على ارض فلسطين، فالجولان الغني بالماء والثروات والأرض الخصبة والهواء العليل والمكان الجيو استراتيجي كان محط أطماع الصهاينة الذين وضعوا مخطط احتلال فلسطين ورفعوا شعار كيانهم الغاصب من النيل إلى الفرات.
لذلك كانت المرحلة الثانية من المخطط الصهيوني بعد احتلال فلسطين وقيام الكيان الغاصب على أرضها، ما يؤكد خطورة هذا المخطط المرتبط ارتباطاً وثيقاً بمشروع الغرب الاستعماري، ما لبث أن توجه الكيان الإسرائيلي إلى احتلال الجولان وأراضٍ عربية أخرى في عدوانه عام 1967، فقام بإنتاج وتشكيل الحيّز المُستَعمَر في الجولان، من خلال ممارسات جيش احتلاله، التي ركّزت بالأساس على تدمير واسع النطاق لِما كان، وعلى تهجير قَسري للسوريين تَمحور بالأساس على الترهيب والقتل ونهب الأرض ومن ثم تدميرها.
يعد هذا التدمير والاستيطان الممنهج استكمالاً شبيهاً للتدمير والاستيطان الذي طال فلسطين التي كانت مأهولة بسكانها الفلسطينيين عقب النكبة عام  1948.
إضافة إلى ذلك، فإن محاولات الكيان الغاصب إعادة إنتاج المكان والسكان في الجولان بعد احتلاله مُباشرة واستيطانه قسراً على يد المستوطنين الإسرائيليين ليصبح كياناً إسرائيلياً، لا زالت سلطات الاحتلال تحاول فرَضه حتى اليوم، من خلال سياساتها وممارسات الإبادة المُمنهجة التي تقوم بها تجاه الأرض، والإنسان، بهدف مَحوهم وإلغاء هويتهم وارتباطهم بأرضهم، فلم يعد أمام أهالي الجولان أصحاب الأرض إلا المواجهة في الميدان لإسقاط المخطط ومنع تنفيذ أي خطوة منه مهما كانت التضحيات وغلت الأثمان.
هذه المخططات الاستعمارية الاستيطانية والتهويدية لم يسكت عنها أبناء الجولان المحتل، الذين سارعوا منذ اليوم للاحتلال إلى رفضها ومقاومتها بالوسائل المتاحة بدعم ومساندة أشقائهم في الوطن الأم سورية، ولا تزال بطولات أبناء الجولان المحتل مستمرة ومتواصلة في مقاومة ممارسات الاحتلال وسياساته العنصرية والاستيطانية والتهويدية.
فرغم القمع والاعتقالات وعمليات التنكيل وكل ممارسات الاحتلال العدوانية على مدى أكثر من خمسة عقود من الاحتلال واصل أهلنا في الجولان تصديهم لكل مخططاته ومن بينها ما تسمى “انتخابات المجالس المحلية” حيث أحرقوا في تشرين الأول 2018 البطاقات الانتخابية الصهيونية على مرآى من قوات الاحتلال المدججين بالسلاح تعبيراً عن رفضهم الشديد لإجراء تلك الانتخابات في قرى الجولان، كما رفضوا بشكل قاطع المخطط الاستيطاني المتمثل بإقامة توربينات هوائية على مساحة تقارب ستة آلاف دونم من الأراضي الزراعية في القرى المهجرة (عيون الحجل والمنصورة والثلجيات) ومنطقة تل الفرس وقرى مجدل شمس ومسعدة  وبقعاثا.
وفي الذكرى الحادية والأربعين للإضراب الوطني في الجولان المحتل في 14 شباط 1981، فإن مراهنة كيان الاحتلال على طول سنوات الاحتلال وملل أهالي الجولان من المواجهة، لإرساء احتلالها واستيطانها سيبوء بالفشل الذريع وسيسقط، كما سقطت مشروعات الاحتلال التي تستهدف الجولان منذ عقود طويلة ولم تتوقف يوماً، لكنها أسقطت جميعاً بفضل صمود أبناء الجولان وتكاتفهم، وما ثبات الجولان وصموده إلا من صمود أبناء الوطن سورية وجيشنا الباسل الذي سطر الانتصارات ضد قوى الإرهاب والظلام.
لقد حاول كيان الاحتلال أن يستغل الحرب الإرهابية على سورية وبالدعم الذي يتلقاه من الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموماً من أجل استدامة الحرب الإرهابية وترسيخ أحلامه وأوهامه على الأرض عبر بسط احتلاله على الجولان السوري.
إن الشرعية الدولية الممثلة في مجلس الأمن والقرار 497 يرفضان الاحتلال وكل الإجراءات الإسرائيلية.
وسورية تعتبر الجولان المحتلة مثل أي أرض سورية لن تتخلى عنها مهما كانت الظروف والتحديات، وما على كيان إسرائيل إلّا أن يوقف أحلامه وأوهامه ويعيد هذه الأرض لسورية ولا يوجد أي حل آخر لذلك.
ومنذ الاحتلال وحتى الآن، أثبت أهلنا في الجولان العربي السوري أنهم سوريون ولا يقبلون بديلاً من وطنهم الأم سورية، وإضرابهم الشهير لا يزال في أذهان المستوطنين الإسرائيليين، ولم تستطع  سلطات الاحتلال حتى اليوم، انتزاع اعتراف من أهالي البلدات المحتلة بشرعية الاحتلال.
فالأهالي وبعد مرور 41 عاماً على انتفاضة الأهل في الجولان السوري المحتل، لا يزالون أكثر تصميماً على مواجهة المحتل ورفض كل مخططاته، والتأكيد على أن الجولان عربي سوري، وأهله سيواصلون نضالهم حتى زوال الاحتلال وعودة الجولان إلى الوطن الأم سورية.

و سورية الدولة والجيش و الشعب والقيادة، تعتز بنضال أهلنا في الجولان، وتؤيّد احتجاجاتهم المشرِّفة، وإذا كانت سلطات الاحتلال الإسرائيلية تعتقد بأن الدعم الغربي الذي يقدم لها، إضافة إلى الدعم الأميركي قد تربحها الحرب، فإنها مخطئة جداً، وسورية مهما كبرت عليها المؤامرات، ستبقى الحصن العربي، والجولان عربي سوري، وسيبقى الجولان المحتل في ضمير كل السوريين، وسيبقى في وجدانهم حتى يتحرر بالكامل ويعود لأرض الوطن.

 

آخر الأخبار
مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا مواطنون لـ"الثورة": الأسعار تنخفض ونأمل بالمزيد على مستوى الكهرباء وبقية الخدمات الوزير أبو زيد من درعا.. إحصاء المخالفات وتوصيف الآبار لمعالجة وضعها أعطال بشبكات كهرباء درعا بسبب زيادة الأحمال جديدة عرطوز تستعيد ملامحها الهادئة بعد قرار إزالة الأكشاك استثماراً للأفق المستجد.. هيئة الإشراف على التأمين تفتح باب ترخيص "وسيط تأمين" جسر جوي _ بري مؤلف من أربعين شاحنة من المملكة العربية السعودية للشعب السوري الشقيق رئيس منظمة الهلال الأحمر لـ "الثورة" المساعدات ستغطي كامل الجغرافيا السورية وسيستفيد منها الجميع وزير العدل يلتقي وفداً من إدارة قضايا الدولة في انتظار وصول طائرتي مساعدات سعوديتين من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إخماد حريق كبير في العصرونية بدمشق القديمة المسيحيون في حلب يحتفلون.. العيد عيدان وزير التربية والتعليم يلتقي وفداً من منظمة CESVI الإيطالية رئيس مجلس الوزراء يناقش أوضاع الجامعات مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تصدر تعميم يتضمن الإجراءات المطلوبة لتأسيس المنظمات غير الحكومية مصدر عسكري: لا صحة لأي نبأ بشأن انسحاب لوحدات قواتنا بريف دمشق في جلسة استثنائية لمجلس الوزراء.. الجلالي: الحكومة تمتلك الخبرة والقدرة على التعامل مع الأوضاع الطار... "الطيران المدني": مطار دمشق الدولي يعمل بكامل طاقته