الثورة- منهل ابراهيم:
جاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة ليثبت للعالم أنه لا خطوط حمراء أمام الاحتلال في سياساته العدوانية والتوسعية ضد سوريا، ودول المنطقة دون استثناء، ولا رادع له يكبح تصعيده للتوترات في عموم الشرق الأوسط، وهنا يبرز التضامن العربي كسلاح فعال في وجه الاحتلال الإسرائيلي وعربدته في المنطقة، وهذا ما تدعو إليه سوريا التي تتعرض لشتى أنواع الانتهاكات والتوغلات المتواصلة لحرمة أراضيها.
وأكد خبراء في العلاقات الدولية والقانونية، أن إسرائيل قد تخطت كل الخطوط الحمراء من خلال قيامها بضرب دولة ذات سيادة ووسيطة في المفاوضات لإنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني وهي دولة قطر، مشيرين إلى أن ذلك الاعتداء يعد انزلاقاً خطيراً في التعامل الدبلوماسي وتجاوز للقانون الدولي.
وأكدت قناة “القاهرة الإخبارية”، أن عملية القصف الإسرائيلي التي قامت بها “تل أبيب” باتجاه العاصمة القطرية الدوحة لم تنجح، لافتة إلى أنها على الرغم من ذلك فهي خطوة خطيرة للغاية.
ما يثبت نوايا العدوان وتهرب إسرائيل من السلام، أنها قامت بقصف الوفد المفاوض الذي كان يجري مفاوضات داخلية في قطر حول المقترح الذي تقدم به الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لوقف أطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب الدائرة في القطاع منذ يوم السابع من أكتوبر 2023.
وأكد محللون لوكالة فرانس برس أن ما قام به بنيامين نتنياهو بأمره قصف لما قال عنها: إنها أهدافاً مشروعة في قطر تجاوز كل الخطوط الحمراء، إذ لا يأبه لأحد ولا يعنيه موقف أي طرف، فقصف قلب العاصمة الدوحة ومحاولة اغتيال قيادة كاملة في عاصمة دولة عربية يعد عدواناً سافراً ووقحاً وبمثابة إعلان حرب صريح على دولة ذات سيادة.
لاشك أن الاحتلال الإسرائيلي اليوم بلغ ذروة الغطرسة، فهو لا يعترف بأحد، ولا يعير وزناً للقانون الدولي ولا لأي اتفاقات أو قرارات أممية، وكما صرح أحد المسؤولين الإسرائيليين، فإن “إسرائيل” لن تقبل إلا أن تكون سيدة المنطقة من النهر إلى البحر، غير أن هذا الموقف ينطوي على مخاطر جسيمة، لن يكتب لها النجاح مهما بلغ التصعيد الإسرائيلي.
وفي ضوء التماهي بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي، تُطرح تساؤلات حول كيفية تفسير هذا العدوان الذي جاء بعد ساعات قليلة من إعلان ترامب عن صفقة نهائية لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب، وبمعزل عن موقف حركة حماس الذي لم يُعلن بعد، وعن الرسائل التي يريد نتنياهو إيصالها من خلال هذا الاستهداف المتزامن مع الحديث عن الصفقة.
لكن الواضح أن نتنياهو يريد أن يرسل رسالة واضحة مفادها: “لا أحد يستطيع منع الكيان الإسرائيلي من ارتكاب جرائمه، وأي قوة تحاول المقاومة ستواجه الإبادة الكاملة، هذه هي الرسالة المقصودة”.
ولفتت “بي بي سي” إلى أن قصف قلب عاصمة عربية – وخاصة عاصمة كانت من أوائل العواصم العربية التي أقامت علاقات طبيعية مع “إسرائيل” بعد مصر والأردن – يحمل دلالات خطيرة، ويطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل العلاقات في المنطقة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالتعاون مع جهاز الشاباك، شن عدواناً جوياً مركزاً على العاصمة القطرية الدوحة، بهدف اغتيال الوفد المفاوض لحركة حماس.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن هذه العملية استهدفت قياديين في حركة حماس، كما لفتت إذاعة جيش الاحتلال إلى أن “فرصة استخباراتية” تمثلت في اجتماع قادة حماس كانت وراء تسريع وتيرة الخطة الإسرائيلية، مشيرة إلى ما أفادت به مصادر بشأن اجتماع يضم جميع قادة فريق المفاوضات التابع لحماس في قطر- وهو شيء لا يحدث كثيراً، لاسيما بعد المواجهة التي وقعت بين إسرائيل وإيران.
وأدانت الخارجية القطرية هجوم إسرائيل الجبان الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحماس بالدوحة، مؤكدة أن الاعتداء الإجرامي انتهاك لكافة القوانين الدولية وتهديد خطير لأمن وسلامة القطريين والمقيمين، ولن تتهاون قطر مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور.
كما أدانت سوريا والعديد من الدول العربية والأجنبية العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، وأكدت تضامنها الكامل مع دولة قطر قيادة وحكومة وشعباً.