الترجمة كفعلٍ حضاري وثقافي

الثورة – رشا سلوم:
مازالت مجلة جسور تتابع تقديم المزيد من مختارات الثقافة والفكر والإبداع العالميين من خلال تقديم المترجم الذي يثري الثقافة العربية.
في العدد الجديد الذي صدر تقدم الدكتورة لبانة مشوح بكلمتها أهمية الترجمة، وتقول: الترجمة نشاط إنساني مميز يحتل مكان الصدارة في المجتمعات الإنسانية على اختلاف تقدمها الحضاري والعلمي والتقني، وهي تقع من عملية التواصل الاجتماعي موقعاً لا يمكن إغفال أهميته ولا التقليل من شأنه.
للترجمة التحريرية تاريخ طويل يكاد يواكب تاريخ تحوّل اللغة من المنطوق إلى المكتوب، نشأت الترجمة منذ اللحظة التي أقامت فيها الأمم الناطقة بألسن مختلفة علاقات فرضتها حركة الحياة وأملاها تطور المجتمعات الإنسانية، فكان لابد لها من إيجاد سبل تسهِّل تواصلها فيما بينها، فكانت الترجمة، وكان المترجمون.
يرى مؤرخو الترجمة أنّ آثارها ظهرت على شكل نصوص ثنائية اللغة مدوّنة بالكتابة المسمارية على قبور الفراعنة وتعود إلى الألف الثالث ق.م، وتحديداً بين 2700 – 2200 ق.م، ولعلّ من أشهر النصوص المترجمة نص يمجِّد بطولات بطليموس الخامس، ثلاثي اللغة منقوش على نصب من الحجر البازلتي اكتُشِف في القرن الثامن عشر، ويعود إلى العام 196 ق.م، كُتِب عليه باللغات الهيروغليفية واليونانية والديموطيّة المتطورة عن المصرية المتأخّرة.
من جهة أخرى، تؤكد المكتشفات الأثرية أن الترجمة كانت مزدهرة في مملكة إيبلا السورية التي تعود إلى منتصف الألف الثالث ق.م، وتبعد عن حلب نحو55 كم. ازدهار الترجمة فيها واكب دون شك ازدهار التجارة التي تجاوزت بكثير مناطق حكم المملكة، فغدت مركز تلاقٍ حضاري في العالم القديم، وكان لابد لأهلها من التواصل والتفاهم مع الشعوب والأقوام الأخرى.
من بين نحو سبعة عشر ألف رقيم مكتشف في مملكة إيبلا، وقع علماء الآثار واللغات القديمة على معاجم ثنائية اللغة سومرية – إيبلاوية تحتوي على ما يزيد عن 114 مفردة، إضافة إلى 1000 مفردة مترجمة تبين أنها من وضع مترجمين نسخوا الألواح السومرية.
الترجمة واكبت الحضارات البشرية وتطوّرت بتطورها، ولاتزال تبهرنا بإنجازاتها وما تبنيه من جسور معرفية وجمالية بين الشعوب.
– شخصية العدد..
تتوقف المجلة كما في كل عدد عند شخصية إبداعية عالمية.. هي نادين غور دير.
وفي المقالات التي تناولت الشخصية نقرأ مقابلة مع نادين غور دير.. “كان يا مكان” ترجمة د.مدى الصالح، وغيرها من المواد الأخرى حول الشخصية.
وكما تقول هي كاتبة ذات طراز حقوقي إنساني مناهض للعنصرية، وتنحدر من جنوب أفريقيا، ولدت في سبرينجز يوم 20 تشرين الثاني 1923، وحصلت على جائزة نوبل في الأدب عن مجمل أعمالها المناهضة للتمييز العنصري في بلادها عام 1991.
كتبت أول قصة لها في سن التاسعة؛ نتيجة تأثرها بما قامت بة الشرطة بجنوب أفريقيا من عملية مداهمة وتفتيش لمنزل خادمتها السوداء، وفي 26 تشرين اول 2006 أعتدى عليها ثلاثة من اللصوص حاولوا سرقتها ما أصابها بجروح طفيفة.
عام 1974 دخلت غورديمير عالم الشهرة بعد فوزها بجائزة “بوكر” للرواية، ثم ولجت بقوة العالمية والتاريخ الأدبي من أوسع الأبواب عندما نالت جائزة “نوبل” للآداب عام 1991.
وحسب الدراسات التي تناولت حياتها فقد انتبهت غورديمير مند نعومة أظفارها إلى المعاملة المجحفة التي يتعرّض لها الأطفال السود عندما رأت بأم عينيها المعاملة الفظة للخادمات الزنجيات في منازل الجيران. فهمت مبكراً الطبيعة العنصرية والطبقية للمجتمع فتعاطفت تلقائياً مع السود في معركتهم المصيرية ضد الفصل العنصري. تعرّضت للمضايقات من طرف السلطات بسبب هذا التعاطف وعام 1958 تم منع روايتها “عالم من الغرباء” لكونها تتناول قصة صداقة مستحيلة بين شاب إنجليزي وشابة من جنوب افريقيا.
جعلت غوردومير من النضال ضد الفصل العنصري قضيتها الأولى وكانت مقرّبة من نيلسون مانيلا، الذي حرص على رؤيتها فور خروجه من السجن لكونها واحدة ممن ساهموا بفعالية في الحملة الدولية لإطلاق سراحه.
وبفضل وضعها الاعتباري ككاتبة شهيرة حصلت على هامش كبير للترويج لقضية النضال ضد الأبارتايد في المحافل الدولية. واعتبرت نفسها دوماً “أفريقية بيضاء”، ورفضت بشدة أن توصف بـ”كاتبة بيضاء من أفريقيا الجنوبية”.
ويقدم عدد جسور العديد من المواد الثقافية والفكرية والإبداعية المترجمة.

آخر الأخبار
سورية وإندونيسيا.. شراكة رياضية تنطلق بثقة تعاون مع اليابان في مجالي الإنذار المبكر والرصد الزلزالي مهرجان التحرير الأول يضيء سماء طرطوس.. وعروض فنية ورياضية مبهرة  عودة أكثر من 120 أسرة إلى قرية ديمو بريف حماة الغربي ضوابط القيد والقبول في الصف الأول الثانوي للعام الدراسي القادم نضال الشعار  .. الوزير الذي ربط الجامعات بالوزارات؛ والناس بالاقتصاد   "عمال درعا".. يطالب بتثبيت العمال المؤقتين وإعادة المفصولين  عناية مميزة بقطاع الخيول في حلب الشيباني: العلاقة مع كرواتيا ستكون متعددة الجوانب.. غرليتش رادمان: ندعم استقرار سوريا "ساهم".. تعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة في إعزاز  طرطوس تكرّم متفوقيها في الشهادتين  بنزين ومازوت سوريا.. ضعف العالمي وأغلى من دول الجوار  نائب أميركي: حكومة نتنياهو "خرجت عن السيطرة" بعد هجوم الدوحة السعودية:الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا انتهاك للقانون الدولي "أهلاً يا مدرستي".. تهيئة الأطفال للعام الدراسي مباحثات استثمارية بين سوريا وغرفة التجارة الأميركية "المعلم المبدع".. في درعا إدانات دولية متصاعدة للعدوان الإسرائيلي على قطر: تهديد للأمن الإقليمي "الشمول المالي الرقمي".. شراكة المصارف والتكنولوجيا من أجل اقتصاد واعد الشيباني يستقبل وزير الخارجية الكرواتي