الثورة:
قيل قديماً تغربوا ففي الأسفار فوائد.. فكيف إذا كانت الأسفار الآن ليست عبر الوسائل الحديثة بالطائرات أو القطارات أو غيرهما.. سفر هو رحلة تعيد أسفار ابن بطوطة الذي جاب العالم وأيضا السندباد.. في أدبنا القديم الكثير من هذه القصص.
وفي العصر الحديث يستعيد السوري عدنان عزام أدب الرحلات عن رحلته إلى موسكو صدر كتاب “دمشق موسكو.. 300 يوم على صهوة جواد من أجل عالم جديد” ضمن سلسلة أدب الرحلات من إصدارات اتحاد الكتاب العرب الكتاب يضم تفاصيل رحلة الأديب عدنان عزام من دمشق إلى موسكو على صهوة جواد، وهي رحلة استثنائية بكل المقاييس، ورسالة تاريخية نبيلة من الشعب السوري إلى العالم.
هي رسالة محمولة في حنايا القلب ومتوجهة إلى القلوب، ولا يقدر أن يحمل رسالة كهذه إلا من كان يملك قلب الفارس العربي الذي تتردد مع نبضاته إيقاعات ملحة أمة بأكملها: آلامها، أمالها، عنفوانها، صبرها، صمودها، وقوة عزيمتها وكبريائها.
هي رحلة صعبة ومرهقة بل مستحيلة ولا يقدر عليها إلا من كانت هممهم همم الرجال، وعزائمهم تتساوى في صلابتها وارتفاعها مع قمم الجبال، ونفوسهم لا تعرف أو تعترف بالمحال.
رحلة عبرت الصحارى الممتدة بين سورية والأردن والعراق، في عز لهيب الصيف الحارق وعبرت جبال إيران الشامخة ووديانها في أوج فصل الخريف الحامل للرياح الماحقة، وعبرت جمهوريات روسيا الاتحادية في فصل الشتاء والثلوج والصقيع، الذي ما تجرأ أحد على اقتحامه.
هي رحلة تاريخية أراد عدنان عزام من خلالها تقديم الشكر للأصدقاء، في العراق وإيران وروسيا، على الرغم من العقبات على الحدود، والمخاطر التي تحملها في طريقه، إلا أنه ظل مصمماً على المضي قدماً مع جواديه عبر البلدان التي فتح الناس فيها له أبوابهم وأبدوا إعجابهم برحلته الاستكشافية ومغامرته التي أثبتت أنه لا يوجد مستحيل مع الإرادة والهدف النبيل.

السابق
التالي