الثورة- بشرى سليمان
إيماناً بالواجب الإنساني والوطني، لم يدخر الشباب السوري جهداً منذ الساعات الأولى لوقوع الكارثة في 6/2/2023 فوضعوا أنفسهم طوعاً بجهودهم وخبراتهم وإمكاناتهم المادية تحت تصرف الجمعيات التنموية الخيرية المشاركة في أعمال الإغاثة، وهي كثيرة في سورية منها: جمعية «ساعد» التي كان لها دور بارز في هذه المحنة
ذكر الأستاذ غدير ابراهيم أحد أعضاء الجمعية في حديث للثورة: أن الجمعية وبعد الاجتماع الطارئ لرئاسة مجلس الوزراء مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، واتحاد الجمعيات الخيرية، أطلقت جمعية ساعد حملة الإغاثة على السوشال ميديا، وحددت المكان الذي سيتم فيه استقبال التبرعات العينية والمادية، وهو (مزة جبل)، وبالفعل كان الإقبال واسعاً والتبرعات كثيرة جداً جداً، والشباب الذين تواصلوا معنا للمساعدة (من الذكور والإناث) كان عددهم بالآلاف منهم الأطباء والصيادلة والمهندسون والمسعفون والطلبة، لدرجة أننا لم نستطع استيعاب كل هذه الأعداد خوفاً من أن يكونوا مصدر ضغط في الأماكن المنكوبة لأنهم بحاجة منامة وطعام، لذلك قمنا بعمل داتا لهم، فيها أرقام هواتفهم وبياناتهم الشخصية لاستدعائهم عند الحاجة، أما الكوادر التي شكلناها قمنا بتقسيمها إلى قسمين الأول: في دمشق يقوم باستلام المواد المُتَبَرع بها على مدار الـ24 ساعة من ملابس شتوية وسلل غذائية وأغذية أطفال ومواد طبية وفُرش وأغطية، ثم فرزها وتغليفها وتجهيز القوافل التي ستنطلق من دمشق إلى المحافظات المنكوبة، أما القسم الثاني: فقد سافر إلى المناطق المتضررة لتوزيع المساعدات على أرض الحدث المفجع.
وأضاف ابراهيم: في اليوم الثالث بعد الزلزال أقمنا في مدينة حلب مطبخ (في الحديقة العامة) يوزِّع يومياً خمسة آلاف وجبة كحد أدنى، ونحن بصدد إقامة مطبخ آخر في جبلة لتوزيع الوجبات على مراكز الإيواء الموجودة هناك، كما أننا لم ننسى الأسر الكريمة التي فتحت بيوتها واستقبلت المتضررين من الزلزال بكل محبة ورحابة صدر فأصبح لديهم تكاليف زائدة في ظل الوضع المعيشي الصعب، لذلك قمنا بتأمين سلل غذائية لهم ودعمهم بكل الطرق المتاحة.
وللتعريف بجمعية ساعد قال ابراهيم: نحن جمعية تنموية مرخصة أسسها السيد عصام حبال، وهو ناشط في العمل الأهلي ورئيس مجلس إدارتها حالياً، نحن شباب فاعل نعمل على الخروج بمبادرات تبحث في جذور المشاكل وإيجاد حلول لها، وإعطاء الشباب مساحة لتقديم مبادراتهم والعمل على تنفيذها بأبسط السبل بالتشبيك مع الجهات المهتمة بقضايا الشباب والمجتمع، ولدينا توجه إغاثي إسعافي(طارئ) من حملات ومبادرات تشاركية تهدف إلى توزيع الاحتياجات الأساسية من(طعام وملابس) إلى الفئات الأشد ضعفاً، وفي الأوقات الأكثر عوزاً كما فعلنا في مبادرة (تحقيق أمنية) ثم مبادرة خسى الجوع ( إطعام الصائمين في شهر رمضان -خلف الجامع الأموي) والاستجابة الطارئة أثناء الحرائق الكبيرة التي حدثت في عام 2020 حيث قمنا بتوزيع السلل الغذائية والأغطية والملابس لمتضرري هذه الحرائق، وأثناء كورونا أيضاً بالتنسيق مع وزارة الصحة قمنا بتأمين إسطوانات الأكسجين وإيصالها إلى منازل المرضى الذين تتراوح نسبة أكسجتهم بين 80 و 85 بناءً على تقرير طبي بهدف تخفيف الضغط عن المشافي، ولدينا أيضاً توجه خدمي يتضمن حملات ومشاريع تهدف لخدمة المجتمع بجميع أطيافه.
ختاماً كل الشكر والامتنان للعنصر الشبابي الذي تحمل مسؤولية وطن فبادر وتطوع وأغاث منكوبي الزلزال بكل إمكاناته، فبرهن عن ثقافة ووعي وتعاضد وحب للعطاء كنا نخاف فقدانها على مدار سنوات الحرب والحصار والغلاء.
