وحزنت كروم الزيتون

الثورة- عبير محمد:
كثير من أهلي وأصدقائي المغتربين اتصلوا، وقلوبهم تعتصر حزناً ليطمئنوا على أهلهم مابين المحافظات المنكوبة.. تعثرت الكلمات في فمي واعتصرني ألم لم أعتد تجربته من قبل.
كلما سمعت صوت أختي باكية أحاول تهدئتها وطمأنتها لبث بعض الراحة في روحها المتعبة بوجع الفقد.
وجع كبير أصاب حنايا الوطن المنهك بغدر الزمان، خلال دقائق فقد الكثير من الأحبة أهلهم وجيرانهم وبعض أصدقائهم.
برائحة الزيزفون
لطالما تغنى الكثير من الشعراء بالحنين إلى الوطن، ولكنهم لم يكتبوا شيئاً عن وطن سكنك بدلاً من أن تسكنه، الوطن الذي تتغير معانيه في غربتك، عندما تغادر وطنك مجبراً، ترحل منه ولا يرحل عنك، تعيش ضمن تحولات إحداثياته لخرائط بطعم الحب الموجوع، تحمله معك بشكل مختلف عمن يعيش ضمن جغرافيته، وترتسم حدود الوطن ضمن حدود كيانك الروحي.
وتصبح قيمك التي تعلمتها في مدرسته منارة توزع حباً لكل أصدقائك الجدد في غربتك، تتعطل حاسة الشم لديك وتعيش بقية حياتك برائحة واحدة تختصر كل روائح..هي رائحة تراب سورية المعجون ببخور فريد.. ويظل عبق أشجار الزيتون والزيزفون، حيث تسكنك تلك الرائحة وتبقى عالقة في كل تفاصيلك الدقيقة تهدهد أشواقك لحضن أمك.
من درس في كتاب الجيولوجيا في منهج الثانوية الدراسي درس بأن سورية الطبيعية، والتي تمتد عميقاً لحدود لواء إسكندرون وقرأ عن تضاريس جبال طوروس وكيلكيا، يدرك أن تحرك الزلزال فيها وارد بشكل دائم
حساباتنا الهندسية
ستبقى آثار هذا الزلزال ماثلة لسنين طوال في تاريخنا الجيولوجي، وهذا سيترتب عليه أن نعيد حساباتنا الهندسية وطريقة جديدة للتعامل مع تلك الأرض التي ضمت في حناياها رفاة من سبقونا، وهنا ولابد لنا من إعادة بناء الوطن حسبما تتطلبه أعلى التقنيات الإنشائية لضمان حماية الأروح لأننا نعيش حالياً مثل اليابان ضمن منطقة زلزالية ربما تبقى نشطة لأجيال طويلة.
هل ستعلمنا الطبيعة درساً لا يمكن أن ننساه هل ستعلمنا كيف نتعامل مع تلك الأرض المشبعة بتاريخ آبائنا وأجدادنا، وهل ستزيد تلك المأساة تعلقنا بهذه الأرض التي تحتضن قبور من رحلوا قبلنا، والذين ورثنا عنهم كل قيم الحب والجمال.
هل ستكون تلك الكارثة درساً تاريخياً يحمل للأجيال القادمة الكثير من العبر لكي يتعلموا احترام الأرض ويتعلموا احترام الطبيعة التي أوجدتهم هل سيكتب التاريخ ما حصل في سورية الطبيعية؟.
ياترى هل هذه الكارثة هي درس للأجيال لكي يحترموا الطبيعة؟.

آخر الأخبار
الإدارة المحلية في حلب تبحث تطبيق الهيكلية التنظيمية الجديدة بلدية "الباب" تزيل إشغالات الأرصفة إلزامية "اللغة الإنكليزية" وآلية احتساب اللغات الأجنبية تعزيز التعاون الثقافي والتربوي مع اتحاد الكتاب العرب مباحثات مثمرة في الطاولة المستديرة الاقتصادية بين سوريا والسعودية رفع كفاءة المباني التاريخية للاستخدام الأمثل    مسؤولون صينيون وأميركيون يتوصلون إلى إطار عمل لاتفاقية تجارية الأسعار تعزف لحنها الخاص.. والسيمفونية مستمرة! ما علاقة الهجوم على إيران وقطر بوقف إطلاق النار في غزة؟ نقص بأدوية المركز الصحي الأول بجبلة كيف علَّق ترامب على اختبار روسيا لصاروخ يحمل رؤوساً نووية؟ مسؤولة أوروبية.. سلام غزة قد يستلزم تغيير القيادة الإسرائيلية مشاركة سوريا في (FII9) ستنعكس إيجاباً على الحياة الاقتصادية  "مبادرة مستقبل الاستثمار".. إعلان رسمي لعودة سوريا إلى الساحة الدولية 19 ألف طن زيت.. توقعات متوسطة لموسم الزيتون في حلب استعادة العقارات المنهوبة.. خطوة نحو العودة الآمنة سيناريو متفائل لمبادرة الاستثمار 2025 إزالة الركام المتبقي لبدء تأهيل المركز الثقافي في الميادين معايير في اختبارات إعداد المدرسين في دمشق الهيئة العامة للمعادن الثمينة.. قاطرة تنظيم القطاع وجذب الاستثمار