الثورة – يمن سليمان عباس:
مازالت اني ارنو الكاتبة الفرنسية التي فازت بنوبل العام الماضي تثير الجدل والنقاش لاسيما حول دور الأدب في المجتمع.. وربما هذه المرة الأولى التي يستمر فيها هذا النقاش طويلاً بين مؤيد ومعارض وكل يقدم حججه وبراهينه.
إنها العودة إلى الدور الاجتماعي للأدب.. الدكتور وائل بركات توقف في مجلة جسور التي تصدر عن وزارة الثقافة بدمشق، وقدم دراسة مطولة تناول فيها محطات في حياتها وإبداعها، والنقاش الذي أثاره فوزها بنوبل، وكونها كاتبة التزمت العدالة الإنسانية وهاجمت الاحتلال أينما كان، ولها موقف مؤيد لنضال الشعب العربي الفلسطيني بوجه الاحتلال الصهيوني ما أثار سخط اللوبيات الصهيونية عليها.
– الكتابة كالسكين..
يقول بركات: تعلن ارنو في كتابها ( الكتابة كالسكين ) أن الكتابة التي تراها حقيقية هي تلك الموضوعية المحايدة البعيدة عن التأثيرات التزيينية والجمالية التي يرغبها القارئ المثقف رغم وجود هذا النوع في نصوصها الأولى وبرأيها أن مهمتها هي الكتابة بأشكال تشبه الأشياء.
وعليها خلخلة النظام الأدبي ليصبح متناسباً مع النظام الاجتماعي ولابدَّ من النزول إلى حياة الناس العامة والحديث عن تفاصيلها الدقيقة التي قد لا يعيرها الأدب الرسمي أهمية تذكر.
– من أعمالها..
الخزائن الفارغة وهي أول رواياتها صدرت عام ١٩٧٤م، ثم المرأة القوية عام ١٩٨١م، بعدها الحدث عام ٢٠٠٠م، ورواية المكان.. ورواية عاطفة بسيطة ورواية العار.. والحدث.. وغيرها من الأعمال المهمة.
– آخر رواياتها..
بعد انقطاع دام ست سنوات كما يقول بركات تعود ارنو لتكتب رواية قصيرة من ٣٧ صفحة بعنوان “الشاب” نشرت في أيار ١٩٦٩م تستعيد فيها ارنو تجربة حب عاشتها قبل عقود من الزمن مع شاب يصغرها بثلاثين عاماً..
تكتب عن ذكريات شبابها التي تنبشها هذه العلاقة وتعيدها إلى الحياة.
ويخلص بركات في دراسته إلى القول: إن ارنو استمدت معظم شخصيات أعمالها من حياتها الشخصية وتجربتها الحياتية أي من سيرتها الذاتية التي عرضتها أعمالها وعبَّرت في سيرها الذاتية المتلاحقة عن قضايا المرأة بشفافية مميزة.. لقد دمجت بين المعطيات العامة والخاصة.