نيفين عيسى:
تترك الكوارث الطبيعية آثاراً اقتصادية وأخرى إنسانية، وهو ما يستدعي العمل على معالجتها والتعامل مع تداعياتها على مختلف المستويات، ومن خلال تكاتف السوريين في مواجهة الزلزال أكدوا مجدداً قدرتهم على تجاوز نتائج الكارثة والتخفيف من آثارها.
أحمد العبد الذي يعمل في التدريس أشار إلى أنه أمام المعلمين مهمة أساسية تتلخص بتكريس روح التعاون عند الطلاب من جهة ، ومساعدتهم على عبور هذه المحنة دون أضرار نفسية بعيدة المدى، موضحاً أن الأطفال عانوا الكثير جراء الخوف ومشاهد الدمار، الأمر الذي يتطلب التعامل معه باهتمام مدروس.
أروى ياسين ربة منزل تحدثت عن دور الأسرة في تبنّي المعلومات الصحيحة والابتعاد عن التهويل والشائعات، إضافة إلى تجسيد التعاون بين الجيران بشكل دائم لمواجهة الأزمات التي قد تحدث لأسباب تتعلق بالطبيعة، حيث كان للتعاضد بين الجميع دور هام في التقليل من النتائج السلبية للزلزال على المتضررين.
خالد حسين أحد المتضررين من الزلزال بيّن أن وقع الكارثة كان كبيراً عندما فقد منزله واضطر للذهاب إلى مركز للإيواء، إلا أنه لمس لهفة السوريين ومبادراتهم لمساعدة المتضررين بكل الطرق المتاحة وهو أمرٌ ترك أثراً إيجابياً رغم مأساوية آثار الزلزال، مؤكداً على ضرورة تعزيز دور الجمعيات الأهلية في المستقبل ودعم الهيئات التي تقدم المساعدات للمحتاجين، و لابد أيضاً من تدريب كوادر بشرية على التعامل مع الكوارث والاستجابة لتداعياتها.
وبما أن لكل مأساة وجهين يختلفان في المضمون، فقد كانت كارثة الزلزال حدثاً كبيراً عزّز الدور المجتمعي إلى جانب الحكومي في التعاون والتنسيق من أجل التخفيف من الآثار السلبية التي لحقت بالمواطنين.

التالي