الملحق الثقافي-ديب علي حسن:
من المعروف أن الثقافة هي الحاجة العليا للبشرية وبالتالي هي التطور الأكثر نورانية وبهاء ونقاء وهي خط الدفاع عن الوجود، وجود أي شعب له تاريخه وحضارته وقيمه ..هي حارسه الأمين الذي يصون ماضيه وحاضره ويضيء دروب غده.
من هنا كانت الحروب في أساسها حروباً ثقافية بلا منازع، وكتاب صموئيل هنتنغتون صراع الثقافات خير دليل على ذلك.
الثقافة التي لا تملك جذوراً ولا تاريخاً ولا رؤى مستقبلية، دائماً تلجأ إلى العدوان …هذا ما رأيناه بتاريخ امبرطوريات سادت ثم بادت لأنها لم تكن تعير الجانب الثقافي والإنساني أي جانب.
والولايات المتحدة على الخط نفسه مع كل ما أنجزته في المجال التقني ولكنها تغرد خارج الفعل الإنساني وهي تمد الكيان الصهيوني بهذا الطغيان أيضاً.
ومن أدوات عدوانهما استهداف كل معالم التاريخ والبنى الثقافية والمفكرين والمبدعين …هل نذكر بجرائم الكيان الصهيوني باغتيال غسان كنفاني وكمال ناصر والكثيرين من المفكرين والمبدعين…
اليوم..
وخلال الحرب على العراق فعلت واشنطن ما تفعله داعش الآن من تدمير وسرقة الآثار ومعالم الثقافة والرقي.
والكيان الصهيوني يكمل هذا العدوان المستمر الذي يستهدفنا ماضياً وحاضراً ومستقبلاً ..ولكنه كما باء سابقوه بالعجز والإخفاق سيلحق بهم ..فالثقافة والتاريخ ليسا ركاماً تذروه أدوات العدوان …بل هما الحضارة والفعل الإنساني الذي لايمكن هزيمته.
العدد 1134 – 28-2-2023