الملحق الثقافي- توفيق أحمد:
هُزِّي جُذورَ الصَّحْوِ فينا يا شآمُ
هُزِّي وفي زمنِ الزلازلِ
ينحني الصَّبرُ المَنيعُ إلى رِكابِ سُروجِهِ..
ويدُ الغياهِبِ تَصْدَعُ الوقْتَ المُدمَّى
والأغنياتُ، وما تزالُ نديَّةً كالعشبِ
فوق ثَرى هذا الترابِ
وما هَزَّتْهُ كارثةٌ ولا زلزالُ
هُزِّي بنا هذا الترابَ على ضَراوةِ جُرْحِهِ
كالصُّبحِ يَنْهَضُ منهُ والآمالُ
مُرِّي بنا.. صار الجفافُ المُرُّ خُبزاً لليتامى
صاغَ من أوجاعِنا فَصْل الهطولِ
فَكَمْ على خَطْوِ العبيرِ تكسَّرَتْ أغلالُ
نصحو على وجعِ الترابِ دماً ينزُّ
وكُلُّ خَفْقَةِ نبضةِ مَوَّالُ
تَمضي تَشُدُّ بقبضتيها كُلَّ شبرٍ من ثراها
ثمّ تنهضُ والبلادُ مُثيرةٌ
نَهَضَتْ حياةً من رُكامِ زلازلِ المجهولِ
ثُمَّ هَبَّتْ والمدى أطلالُ
هذا زمانُ البَغْيِ..
زلزالٌ يَمُرُّ على أنقاضِ زلزالٍ يَمُرُّ
ونَحْنُ هاماتٌ تَشُقُّ طريقَها نحو الخلودِ
وعَصْفُ عاصِفنا يُدَوّي
والهديلُ على نفيرِ الصّحوِ فرسانٌ
على صَهَواتِهم داسوا الرّدى ومضَوْا
إلى عليائهم ورجالُ
والعابرونَ من المنافي للمنافي
وهْمُ مَنْ مَرَّوا بنا وظلالُ
وطنٌ؛ وبالأمسِ القريبِ يَتيهُ
كم يتراكمُ الشُّهداءُ فيه،
على عمودِ الكهرباء هناكَ مليونٌ من اللوحات
يُحْرِجُها السؤالُ
وإذا نجونا من مماتٍ وافِدٍ
هي ذي الحياةُ
ومَنْ سيُنجينا إذا ابْتَعَدَ المآلُ
هي ذي الحياةُ نُحِبُّها..
ونُحِبُّ خوفاً راكناً فينا..
ونَبْهَتُ حين لا يغزو جوارِحَنا القَلَقْ
هي ذي الحياةُ تَبَدُّدٌ وزوالُ
وإذا رَمَتْ كُلُّ المواجِعِ فوق كاهِلِنا رزاياها
سيبقي الوعْدُ بالأملِ المُرجّى
سيِّدَ الخطواتِ؛
نورٌ، همَّةٌ
ونسورُ جيلٍ قادمٍ وجبالُ…
العدد 1134 – 28-2-2023