سلوى إسماعيل الديب:
لطالما كانت سورية القلب العروبي النابض، والحضن الدافئ لكل أبناء الوطن العربي، لذلك كانت قبلة العرب في محنهم وحين فجعت سورية بزلزال تكاثرت الوقفات التضامنية العربية، والمبادرات.
الأدباء العرب أيضاً تضامنوا معنا في محنتنا وجاءت أراؤهم لتدعمنا وتحرض الجميع على الوقوف إلى جانبنا.
مكانة سورية الكبيرة
الدكتورالأديب السوري المغترب في فرنسا عادل الفريجات يقول: إن متابعتي للسيل الضخم من المساعدات والمعونات المقدمة من مختلف الأقطار العربية، ومن أفراد يتصفون بالسخاء والإيثار لبلدي سورية، أكدت لي مكانة سورية العالية في نفوس إخوتنا العرب، وكذلك عظمة المكانة التي لمستها في نفوس أبناء البلدان العربية التي زرتها: الأردن ولبنان والعراق والإمارات العربية المتحدة ومصر وتونس والجزائر.
أما ما تبقى من أقطارنا العربية، فقد عاينت حقيقة احترام أبنائها لبلدي المحبوب سورية في فرنسا، فحيثما التقي بعربي في باريس، ألمس مقدار الاحترام والمحبة لسورية- قلب العروبة النابض، وحجم التفاعل مع أحزانها ومصائبها وأحلامها.
ولا نستطيع أن نجحف الدول الأجنبية حقها التي بادرت بتقديم الدعم، بكل صوره، وهي كثيرة جداً..
مثار إعجاب
وأضاف فريجات: أما المساعدات السورية الداخلية، من الجماعات والأفراد، من المحافظات التي نجت من الزلزال، للمحافظات المنكوبة، فهي مثار إعجاب كبير جداً، وقد فاقت التصور وهذا كله يعبر عن سجايا شعبنا السوري الفذة، وفائق كرمه وعطائه.
ولا بد من الإشارة إلى تبرعات كثيرة، عينية، ومالية، نهض بها أبناء سورية المغتربون في بلدان العالم قاطبة، وهذا شأن يصعب حصره، وهم يأبون التصريح بأسمائهم، لأنهم لا يرون في ذلك فخراً أو امتيازاً، بل واجباً لا بد من أدائه.
يبقى جانب رائع للغاية لا يصح إغفاله، وهو عظمة التفاني والجهود المبذولة من المنقذين الأبطال، وممن ساهم في إسعاف الجرحى، وفي تأمين الطعام والمأوى والدواء للناجين من الزلزال.
مبادرات مجتمعية
وأخيراً تحية خاصة لمن أعرب عن استعداده لتبني أطفال ورعايتهم ممن فقدوا، والديهم وذويهم، من أولئك مثلاً: الصديقة غادة اليوسف والصديق موفق مخول وهو فعل إنساني عظيم، تعجز عن التعبير عنه كل ألفاظ اللغة!، فها هنا نحن إزاء فعل خير متصل، في حين قد تتقزم كل التعابير العابرة عن هذا الحب الغامر المتواصل.
ستزول الأوجاع
كان للأديب الناقد علاء حمد من العراق الشقيق مشاركة قال فيها: لا نحتاج إلى رجاء في الفعل الدلالي وما تعرضت له الشام اليوم، فقد خرجت من حرب منهوكة وتدخّل بعض الأصابع الخارجية لسلب راحتها، بل إنهاكها، وكأنّ على هذه البلاد ديون ولم تسدّد الفواتير، ولكن الشيء بالشيء يذكر، فقد عاملت هذه البلاد العراقيين معاملة السوريين في التملك والبيع والشراء وكذلك العمل في مؤسسات الدولة من دون بطاقة عمل، وحتى لغير العراقيين كانوا على بيّنة ودراية يقيمون في البلاد من دون إقامات، في الوقت نفسه كان العراقي لا يستقبل من دول عربية وأجنبية عديدة، لكنّ الشام فتحت أبوابها من دون مقابل.
سورية حاضنة العرب
عشنا بها من دون خوف، وعملنا في مؤسّساتها وفي القطاع الخاص أيضاً، وكانت لنا المأوى والحضن اللذين يتكللان بالدفء؛ ونحن نسمع جملة: أنت سوري خيو.. أنت منّا وفينا… هذه الصحوة والنخوة الأخوية لا تظهر بشكل عفوي بقدر ما كانت علاقات أخوية وكأن العراقي يفتح باب أهله لكي يدخل..
إنّ الأشجار هي السدّ المنيع، وكذلك المحبة والألفة والأخوة، وتذوب الهزات التي تعرضت البلاد لها في ملابس المخلصين، وقد كان المشهد التعاوني بين عربيّ وعربيّ، وبين سوريّ وسوريّ، وبين عراقيّ وسوريّ، فالكلّ يد واحدة لدعم أهلنا من المتضررين والمنكوبين بفعل الزلازل.
نتمنى الخروج من هذه الأزمة والعيش والمحبة لكلا البلدين سورية العراق.