غصون سليمان:
لم تكن يوماً على الحياد رغم محاولات البعض تهميشها وإقصائها..و لا تحتاج إلى يوم للتذكير بها فهي القائمة الحاضرة في كل ضمير ووجدان، تطغي بعاطفتها ضفاف الحب، وتثمر بقيمها وقيمتها حين تمنح من رصيدها كل هذا العطاء وهذا الجود..
هي المرأة السورية صاحبة الكنوز حين تتقد وتتفوق بجدارة النفس والتجربة الواقعية لتمنح الحنان والقوة لأبنائها كأم، ولأقرانها كأنثى، ولمحيطها كامرأة..
إنها المرأة التي لم تعد نصف المجتمع كما اعتدنا على التوصيف لأنها هي المجتمع بكيانه وسيرورته كما الرجل الذي يمنح الحياة بعدها الذي يستحق.
والمرأة كما تجمل نفسها وشكلها، فهي تجمل أبناءها وخصوصية مجتمعها حيث تقيم المجتمعات بشكل عام أخلاقياً وتربوياً من خلال نسائها، لطالما تشكل المرأة فيه العنصر الأساسي إيجاباً وسلباً.
لقد عملت النظريات الحديثة على تضخيم حالة الغزو الثقافي والمعرفي لحالة النساء للتأثير على المنهج الأخلاقي وطريقة التفكير خاصة في منطقتنا العربية التي تعاني فيها النساء تحديات كبيرة على صعيد الهوية والانتماء وبناء الفكر والإنسان، ورغم كل حالات التشويش والتشويه وتزيين بعض المصطلحات والشعارات الدخيلة المستنزفة لطاقتها، يبقى في داخل المرأة أشياء كثيرة يصعب قولبتها والتأثير عليها، فهي ليست ناقصة عقل، ومكانها ليس منزلها وبيت زوجها كما يقال على سبيل المثال لا الحصر، فقد تحدت نفسها وأثبتت ذاتها ونهضت مع أخيها الرجل كأم وفارسة، ومهندسة، وقاضية، وصحفية، وموظفة، وأديبة وشاعرة وفنانة ومتطوعة لها حضورها في كل الميادين، تعمل وتنتج وتبني وتربي الجيل، تواجه الصعوبات وتتغلب عليها، من خلال وعيها لرسالتها ودورها كأم وأنثى وامرأة عاملة وربة منزل.
فإذا كان البعض طالب بداية عصر التنوير النهوض بواقع المرأة وتعليمها على وجه الخصوص، نجد أنفسنا اليوم نطالب بتطوير المجتمع والنهوض به من خلال المرأة ليس فقط من ناحية التعليم فقط، بل من حيث ما تملكه من أدوار وقيم وطاقات قادرة على توظيفها ونجاحها بالتعاون مع جميع أفراد ومؤسسات المجتمع ..وستبقى المرأة السورية القدوة عنواناً ورمزاً للعطاء والوفاء.
في يوم المرأة العالمي تحية تقدير ومحبة وعرفان بالجميل لنساء سورية العظيمات، المضحيات، أمهات الشهداء، المربيات، الفاضلات، العاملات في كل الميادين دون كلل رغم قساوة الظروف وضيق الحال.