الثورة – سلوى اسماعيل الديب:
بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار، نظمت جمعية “دوبامين” للتنمية بالتعاون مع مؤسسة “العزم” للريادة والتنمية ورشة توعوية بعنوان “لتمنح الحياة فرصة”، لنشر الوعي والتحذير من مخاطر الانتحار، وطرق الوقاية منه، ألقاها استشاري العلاج النفسي الدكتور عبد الفتاح الحميدي بحضور عدد من المهتمين، وذلك في مقر مؤسسة العزم للريادة والتنمية.
استهل الورشة رئيس مؤسسة “العزم” للريادة والتنمية الدكتور عبد الناصر الشيخ فتوح بالإشارة إلى ظاهرة الانتحار في البيئات الحاضنة من المجتمعات, التي تعرضت لأزمات وحروب وخاصة بين فئات الشباب واليافعين، بعد تعرض مجتمعنا لحروب وأزمات وهدم، بهدف شل حركة المجتمع، لا بقائه في دائرة العجز والتخلف، منوهاً بشعار مؤسسة العزم والريادة “في تأهيل الشباب لصناعة مستقبل أفضل يقدر قيم العمل والحياة والكرامة”.
أسباب نفسية واجتماعية
وعرض الدكتور الحميدي إحصائيات رسمية ودولية عن معدلات الانتحار عالمياً ومحلياً، ثم تناول الأسباب النفسية والاجتماعية التي أدت بالشخص للتفكير بالانتحار، منها قسوة الأب أو الإخوة أو الزوج، كما تناول مناقشة دور الضغوط النفسية، مثل ضغط العمل وضغط المنزل وما يتعرض له الشخص من ضغوط مادية واقتصادية، ليصل إلى عتبة الانفجار، وما ينتج عنه من اضطرابات ومشكلات جسدية ،وأخرى ذهنية تتجسد بجلد الذات لماذا حدث ذلك؟ ثم تليها الاضطرابات السلوكية كقلة النوم، واضطرابات الشهية، ويصل أخيراً إلى الاضطرابات النفسية والعصابية ومن ثم الاضطرابات العقلية كالعزلة، والاكتئاب الذي تزيد من مخاطر الانتحار.
إشارات الإنذار المبكر
الدكتور حميدي أوضح أنه من الضروري ملاحظة العلامات التحذيرية لدى الأفراد المهددين بالانتحار، ثم تحدث عن آليات الدعم والوقاية، بوضع استراتيجيات التدخل المبكر، ودور الأسرة والمجتمع، وأهمية الدعم النفسي عن طريق تشجيع الأشخاص المهددين بالانتحار، وإيصال رسالة لهم بمدى أهميتهم والعمل على دعمهم نفسياً، والتركيز على الجانب العقلي، ثم النفسي والجسدي ثم الأسري.
وأخيراً التركيز على الجانب الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية ثم الجانب المهني كالبطالة وضرورة قيامهم بعمل بحيث يكونون منتجين، وكذلك تأمين الوضع المادي لما له من أهمية في صون كرامة الإنسان.
التوصيات
وفيما يتعلق بالتوصيات دعا المحاضر إلى تبني برامج وطنية للتوعية، وتفعيل خدمات الدعم النفسي المتخصصة.. فرسالة الورشة تتجسد، بأن الانتحار ليس حلاً، بل يمكن من خلال التكاتف المجتمعي، والتدخل العلاجي، والدعم النفسي، أن نعطي للحياة فرصة جديدة مليئة بالأمل.وضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة الانتحار، مع التأكيد على دور الإعلام بالتشجيع على تبني خطاب مسؤول يركز على الوقاية والأمل، وتوفير منصات دعم نفسي يسهل الوصول إليها.. واختتمت الورشة أعمالها بنقاش قيم مع الحضور وطرح العديد من الأفكار.