الثورة – سومر الحنيش:
لم تكن رحلة منتخبنا الأول لكرة القدم إلى الإمارات وقطر مجرد محطة تحضيرية عابرة، بل أشبه ما تكون بجولة سياحية افتقرت إلى الجدية، وانتهت بخسارة أمام الإمارات (1-3) وتعادل باهت مع الكويت (2-2) ما حدث لم يكن مجرد “وديات” بل ناقوس خطر يدق بقوة ليؤكد أن كرة القدم السورية تسير في اتجاه خاطئ، فنياً وإدارياً، خمسة أهداف استقبلتها شباك المنتخب في مباراتين فقط، أي ما يعادل حصيلة عام كامل من المباريات السابقة، لتطرح تساؤلات قاسية عن جدوى العمل القائم وعن قدرة الجهاز الفني بقيادة الإسباني “خوسيه لانا” على تقديم أي إضافة، وإيجاد الحلول والتشكيل المناسب.
بلا بصمة فنية ولا حلول
أداء المنتخب قوبل بانتقادات لاذعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لم يجد الجمهور صورة حقيقية تعكس اسم سوريا، الدفاع بدا هشاً أمام منتخبات متوسطة الأداء الفني، الهجوم عقيم، الأطراف غائبة، والخطوط مفككة، بينما عجز “لانا” عن إحداث أي فارق في “شوط المدربين” ليزداد الشك حول قدرته على قيادة المنتخب في الاستحقاقات المقبلة.
عقد كارثي ولاعبون مستهلكون
المعضلة الأكبر تكمن في العقد المبرم مع المدرب الإسباني، والذي وصفه الشارع الرياضي بـ”الكارثي”، شرط جزائي مرهق جعل اتحاد الكرة عاجزاً عن محاسبته أو حتى فرض التزامه بالتواجد الدائم في سوريا، حتى تعدى الأمر ذلك إلى عدم قبوله إجراء أي لقاء صحفي مع أي وسيلة، حتى العالمية منها ! حيث يتنقل بين بلاده ودمشق دون متابعة جدية، بينما يتقاضى ملايين الدولارات، والأسوأ أن من وقّعوا هذا العقد في عهد النظام البائد ما زال بعضهم موجوداً في لجنة تسيير أمور اتحاد كرة القدم، بلا مساءلة أو محاسبة ؟!
ورغم حديثه عن بناء منتخب جديد، واصل “لانا” تجريب عدد كبير من اللاعبين، بينهم أسماء فقدت بريقها منذ سنوات وتجاوزت الثلاثين من العمر، دون أي توجه حقيقي لمنح الفرصة لجيل شاب قادر على صناعة الفارق مستقبلاً.
ختاماً..
تنتظر المنتخب مباريات تبدو على الورق سهلة، لكنها قد تتحول إلى “كابوس” إذا ما استمر الأداء على حاله، منتخبنا سيواجه ميانمار في (9) تشرين الأول، ثم يعود لمواجهتها إياباً، ثم سيصطدم بباكستان في (18) تشرين الثاني، ويختتم مشواره بمواجهة أفغانستان في (31) آذار (2026) بالسعودية.
وما كان في السابق تحصيلاً حاصلاً من تأهل إلى النهائيات الآسيوية وكأس العرب، أصبح اليوم تحدياً عسيراً يهدد مستقبل كرة القدم السورية بالغياب عن المشهد القاري والعربي، والسؤال الذي يطرح نفسه: من سيعيد لمنتخبنا بوصلته المفقودة !؟