الثورة – ميساء العجي:
اهتز حي المزة في دمشق صباح يوم 6 سبتمبر، على وقع جريمة مروّعة استهدفت إحدى السيدات المسنّات، البالغة من العمر 82 عاماً، على يد فتاة في أوائل العشرينيات.الحادثة أثارت صدمة واسعة في المجتمع المحلي وأثارت النقاش والتساؤلات الكثيرة حول حماية كبار السن في المنازل وتأمين بيئة آمنة لهم.
تفاصيل الاعتداء:
يقول ابنها موفق لطيف: إن الجانية كانت تتردد على منزل والدتي بحجة طلب المساعدة منها مادياً، كما كانت تتردد عليها من فترة لأخرى كزيارة عادية، لكنها في هذه المرة كانت غايتها مليئة بالخبث والغدرعند فتح والدتي للباب، دفعتها الجانية للداخل وسحبتها من شعرها، وانهالت عليها بالضرب، مستخدمة يديها، مما تسببت في رضوض وجروح متفرقة، طالبة منها مبلغاً مالياً.. فأجابتها الضحية (من وين جبلك المصاري، ما عندي حدا يعطيني مصاري)، كما حاولت خنقها بواسطة وشاح كانت تحمله بيديها، خلال هذه اللحظات انهارت أمي من الخوف والتعب فقامت الجانية بتفتيش المنزل، بعد قليل قالت الجانية لأمي سأحضر لك كأس ماء لتخبريني بمكان المصاري، لكن أمي بقيت مستلقية على الأرض فسرقت الجانية نقوداً ومصاغاً ذهبياً وموبايل أمي واختفت بعدها..بعد ذلك لم تسمع والدتي أي صوت بالمنزل، فحاولت الزحف وإسناد نفسها للوصول إلى الهاتف الأرضي والاتصال بأختي، طالبة منها المساعدة، وعلى الفور حضرت أختي لمساعدتها ونقلتها إلى المستشفى، إذ أظهرت الفحوصات الطبية وجود كسر في أحد الأضلاع، ورضوض، وجروح متعددة في الرأس والذراعين، وأكد الأطباء أن الحالة حرجة لكنها مستقرة بعد التدخل الطبي العاجل.
في ضوء ملابسات الحادثة تمكنت الشرطة من تحديد هوية الجانية عبر كاميرات المراقبة المثبتة في محيط المنزل، الفتاة التي تبلغ نحو 22 عاماً، إذ أشارت التحقيقات الأولية إلى أن الدافع الأساسي وراء الاعتداء كان السرقة، كما اعترفت الجانية بذلك لاحقاً.
ردود الفعل المجتمعية
أثارت الجريمة غضباً واسعاً بين سكان الحي ووسائل الإعلام المحلية، ودعا العديد من المواطنين إلى ضرورة تعزيز الوعي لدى كبار السن بعدم فتح الأبواب لأي شخص غريب، خاصة في أوقات الصباح والمساء، كما تم التشديد على أهمية تركيب كاميرات مراقبة داخل المنازل وحولها لحماية الفئات الضعيفة من مثل هذه الحوادث.
هذه الحادثة- حسب اختصاصيين مجتمعيين ونفسيين، تبين الحاجة الماسة إلى تكثيف الجهود الأمنية والتوعوية لحماية كبار السن، بما في ذلك: تعزيز الرقابة المجتمعية على المنازل والمسنين، وتنفيذ حملات توعية لتعليم كبار السن كيفية التعامل مع الغرباء، والعمل على توفير الدعم النفسي للضحايا لمساعدتهم على التعافي من الصدمة الجسدية والنفسية، وتطوير برامج أمنية لمنع الجرائم المماثلة مستقبلاً.
تبرز هذه الحادثة أهمية تعزيز الوعي المجتمعي وتشديد الإجراءات الأمنية لحماية كبار السن من الاعتداءات، وضمان بيئة آمنة لهم داخل منازلهم، كما تؤكد على دور المجتمع بأسره في مراقبة وحماية الفئات الضعيفة، لتجنب وقوع مثل هذه الجرائم المروعة مستقبلاً.