نيفين عيسى:
يُصادف الثامن من آذار اليوم العالمي للمرأة، وهي مناسبة عالمية للتذكير بالنساء اللواتي رسمن ملامح المستقبل بإنجازات وعطاءات في مختلف المجالات، وجسّدن حقيقة دور المرأة في المجتمع كلبنة أساسية يتعاظم دورها مع مرور الوقت.
وفي سورية، عَرف التاريخ نماذج مشرقة للمرأة المربية والأم المثابرة والرياضية والطبيبة والمهندسة والمقاتلة دفاعاً عن وطنها.
ملكة تدمر زنوبيا مثال الشجاعة والفروسية، كانت ملهمة لأجيال من النساء السوريات، فتوالت إنجازات المرأة السورية في شتى المجالات، حيث كانت عدة نساء من سورية من أوائل الطبيبات في الوطن العربي ومن بينهن لوريس ماهر التي تخرجت ضمن أول دفعة طلاب طب في سورية عام 1930 والطبيبة ظريفة بشور ونساء أخريات.
ومن النماذج التي مازالت حيّة في الأذهان الشاعرة والصحفية ماري عجمي التي أنشأت مجلة العروس وهي أول مجلة تعنى بشؤون المرأة في الوطن العربي عام 1910، كما كانت من المؤسّسات للجمعيات التي تدافع عن حقوق المرأة وتناضل دفاعاً عن وطنها ضد الاستعمار.
وليس بعيداً عن الذاكرة مبدعات مثل كوليت خوري الأديبة والشاعرة والروائية التي نالت شهرة عالمية، وكذلك الأديبة غادة السمان التي تعدّ من أهم الكاتبات السورية في القرن الماضي.
أمثلة لاحصر لها، تؤكد دور المرأة السورية وحضورها الإنساني والثقافي والعلمي، أسست جميعها لما شهدناه من عطاءات المرأة وتضحياتها خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية، فكانت جنباً إلى جنب مع الرجل في خندق الدفاع عن الوطن ومستقبل أبنائه، كأمٍ للشهيد وزوجة للجندي وربة للمنزل وطبيبة في الخطوط الأولى.
وخلال كارثة الزلزال، ظهر دور المرأة السورية مجدداً من خلال المساعدة في عمليات الإغاثة ومساعدة المنكوبين وإيصال مستلزمات الأسر المتضررة.
مسيرة مكلّلة بالمجد والنور لنساء سورية مازالت مستمرة وتعد بالكثير في المستقبل، لا سيّما وأنّ المرأة السورية أنشأت أجيالاً تعرف طريقها جيداً وتعمل على منح الغد ملامح أكثر إشراقاً.