الرسوم والمجسمات تحفز الانتباه وتعزز تركيز المتلقي

الثورة – ثناء أبو دقن:

تلعب الصورة أو المجسم دوراً بارزاً ومهماً في العملية التعليمية وهي تعتبر الجانب المحبب، والجزء المثير، والمبهر أثناء الحصة الدراسية، ولها دور في تكوين الحس الإدراكي والمعرفي للطالب بشكل لا يمكن تجاوزه، وأن أي مكوّن من مكوّنات هذه الصورة، وجزئياتها له دور وفعالية لا يمكن إغفاله أياً كانت المادة التي تقدم في الحصّة (رياضيات، لغة، علوم، جغرافية) لما لها من تأثير على المتلقي أو المتعلم في العملية التعليمية، وبالتالي تفسح الصورة مساحة واسعة في مدارك الطفل أو المتلقي فيسهل عليه فهم المعلومات أو الأفكار التي تقدم له.

وسائل فعالة

وفي إطار ذلك لفتت اختصاصية التربية الخاصة والمدربة صفاء محمد النونو في حديثها لـ”الثورة: إلى أن استخدام الصور والرسوم في التعليم له فوائد كثيرة، ويُعتبر من الوسائل الفعالة لتعزيز عملية التعلم، ولابد من دراية كل مكونات الصورة التعليمية وجعلها ضمن الإطار المقصود والهادف في التعليم، سواء هذا المقصود هنا طالب سليم الحواس والقوى، أم طالب لديه صعوبة تعلم، أم تشتت ذهني أم طيف توحد، أو فرط نشاط، وحينما نريد توظيفها في الكتاب التعليمي، أو أي منشورات داعمة للمنهاج، لابد أن تكون وظيفة متكاملة، ومدروسة، ومقصودة، تأخذ بعين الاعتبار كل المفاهيم التي تساعد المعلمين والمدربين وتعينهم في عملهم التعليمي او المعرفي.

تحفيز الذّاكرة البصرية

وتضيف المدربة: يتوجب علينا أن نركز على بعض النقاط التي تبين أهمية واستخدامات الصور والرسوم في التعليم في تحفيز الانتباه والتركيز، لأن وجود صور ملونة ورسومات جذابة ووسائل إيضاح يزيد من اهتمام الطلاب ويركز انتباههم على المحتوى التعليمي، إضافة إلى زيادة الفهم والاستيعاب، فيما الصور والرسومات تساعد الطلاب على فهم المعلومات المعقدة بشكل أبسط وأسرع، لأنها تعرض الأفكار بشكل بصري يسهل استيعابها وتذكرها.وبينت الاختصاصية النونو أن التجارب التعليمية أثبتت أن المعلومات والمفاهيم التي تُعرض بشكل مرئي تخزّن بشكل أفضل في الذاكرة مقارنة بالنصوص فقط، لأن الدماغ يتذكر الصور بسهولة، حتى الكلمات هي صورة، فنحن حين نكتب فإننا نكتب بسرعة كبيرة وطلاقة لأنه لدينا مخزون هائل من صور الكلمات، وليس الحروف فقط ولهذا نكتب من دون تهجئة لأن مخيلتنا وذاكرتنا تحفظ صورة الكلمة ظهراً عن قلب.وأوضحت كيف تلعب الرسوم دوراً هاماً في شرح المفاهيم أو الأفكار التي قد تكون صعبة أو نظرية، خصوصاً للطفل الذي يكون نموه العقلي أبطأ من بقية أقرانه، فهنا يمكن تبسيط هذه المعلومات أو الأفكار أو الحروف من خلال الرسوم التوضيحية والمخططات، مثال: خطر النار أو قطع الشوارع ، الليل والنهار، الألوان، الأحجام.. فالصورة خير معين للمدرب الذي يتعامل في الحقيقة مع كل الشرائح المجتمعية.

تعزيز مهارات التفكير النقدي

واستعرضت الاختصاصية النونو تجربتها بتدريب ذوي الإعاقة عبر تحليل الصور والرسوم والتي يمكن أن تساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم ومهاراتنا أيضاً في الملاحظة والتفكير النقدي، والتخيل، وإعطاء الحلول، أو اقتراح بدائل أخرى، فالمدرب يُعلّم ويتعلم ولا يمكن لأحد أن يتخيل حجم الخبرة التي يكتسبها المدرب خلال تعامله مع ذوي الاحتياجات لأنّ لكل حالة خصوصيتها وتفردها وطريقة خاصة للتعامل معها.وبينت أن استخدام الصور والرسوم يكسر رتابة التعليم التقليدي المعتمد على النصوص فقط، مما يلائم أنماط تعلم مختلفة (بصري، سمعي، حركي)، كما أن استخدام المكعبات والمجسمات في التعليم من الطرق العملية الممتازة لتعزيز الفهم لدى الطلاب، خاصة في المواد التي تتطلب تصوراً ثلاثي الأبعاد أو فهماً ملموساً للمفاهيم المجردة.وتعزيز الفهم لبعض المسائل الرياضية الهندسية النظرية أو المجردة بشكل ملموس مما يسهل عليهم فهمها واستيعابها، وتنمية المهارات الحسية والحركية، فعند التعامل مع المكعبات والمجسمات، يستخدم الطلاب حواسهم بشكل مباشر، مما يعزز مهارات التنسيق بين العين واليد.ولا ننسى أن المكعبات لها فعل السحر في تطوير التفكير المكاني، فهي والمجسمات تساعد الطلاب على التفكير بطريقة ثلاثية الأبعاد، وفهم العلاقات بين الأشكال والأبعاد المختلفة الحجوم.

وهذا بدوره يعمل على زيادة التفاعل والمشاركة، ويجعل عملية التعلم أكثر متعة ويزيد من دافعية الطلاب للمشاركة.وتختم الاختصاصية النونو حديثها بالقول: إن الرسوم والصور والمجسمات خير معين لتوضيح الأفكار التي يصعب شرحها بالكلمات فقط كتركيبات الذرات، الجزيئات، الهيكل العظمي، وتنمية مهارات العد، الترتيب، الفرز، والتصنيف من خلال اللعب بالمكعبات، واستخدامها لبناء الكلمات وتكوين الجمل بطريقة تفاعلية.

وهناك الكثير من وسائل التعلم القديمة والحديثة، ولكن السؤال هنا هل تتوفر هذه الوسائل في مدارسنا، أليس من الأفضل أن نقوم بحملة لدعم طرق التدريس وبناء جيل جديد على أسس علمية تواكب التقدم العلمي الحالي.

آخر الأخبار
إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر بين الهاتف الهاكر ومواجهة العاصفة الإلكترونية  الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان والهيئة الوطنية للمفقودين تبحثان آليات التنسيق عودة اللاجئين السوريين نقطة تحول من أجل إعادة الإعمار