الثورة- منهل إبراهيم:
تكاد الولايات المتحدة تفقد نفوذها في أفريقيا، في الوقت الذي يريد فيه كبار دبلوماسييها في القارة السمراء تغيير هذا الوضع واستعادة النفوذ الأمريكي الكامل.
الدبلوماسي الأمريكي تيبور ناغي، حين كان مساعداً لوزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية في 2019 قال: “منذ فترة طويلة، يطرق المستثمرون الباب، ويفتح الأفارقة، ويكون الصينيون الأشخاص الوحيدين الذي يقفون هناك”.
وأدت تجارة الصين في القارة الأفريقية إلى خفوت نجم أمريكا خلال العقد الماضي، وسجلت الصين في عام 2018 أكثر من ثلاثة أضعاف حجم تجارتها في أفريقيا.
وظلت بعض المناصب الدبلوماسية الأمريكية الأكثر أهمية في العواصم الأفريقية شاغرة منذ تولي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مهام منصبه.
وفي سياق متصل قال مسؤول في الخارجية الروسية إن وفوداً من الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي تقوم بمحاصرة القادة الأفارقة، وتطالبها بوقف التعاون مع موسكو.
وأضاف أوليغ أوزيروف سفير المهمات الخاصة بالخارجية الروسية، “هناك الكثير من الأمثلة على هذا النوع من الضغوط، أولا وقبل كل شيء، إنهم يحاصرون القادة الأفارقة والسلطات والبرلمانات والوفود التي تأتي يومياً تقريباً من واشنطن ومن البلدان الأنجلو ساكسونية الأخرى من كندا وبريطانيا، وكذلك من الاتحاد الأوروبي ويطالبونهم بوقف التعاون مع روسيا”.
ولفت أوزيروف إلى تصريح وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أنها ناقشت العقوبات المناهضة لروسيا في جميع الدول التي زارتها خلال جولتها الإفريقية، كما أشارت إلى تهديداتها بالرد السريع والحاسم على انتهاك هذه العقوبات.
وقال أوزيروف: “هذا مثال آخر على الابتزاز والإملاءات الصريحة والتهديدات التي لا يمكن قبولها في العالم الحديث”.
وفي وقت سابق قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إن واشنطن تمارس ضغوطاً غير مسبوقة على أفريقيا لإفشال القمة الروسية الإفريقية المقبلة.
وأضاف: “تشن الولايات المتحدة وحلفاؤها حملة غير مسبوقة لعزل روسيا سياسياً واقتصادياً، ومنع انعقاد القمة الروسية الإفريقية الثانية في بطرسبورغ في تموز المقبل”.
وأوضح أن الغرب زاد “منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا الضغط على البلدان الإفريقية بشكل كبير عبر التهديد بالعقوبات، ووقف المساعدات المالية والإنسانية”.
وتابع: الأمريكيون يختلقون يومياً اتهامات لنا بإحداث مجاعة في أفريقيا، والتسبب بارتفاع أسعار الوقود والحبوب والأسمدة عالمياً الذي أدى لتفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في القارة.
وعقدت القمة الروسية الإفريقية الأولى في تشرين أول 2019 في سوتشي، ومن المقرر عقد القمة الثانية في تموز 2023 في سان بطرسبورغ.
وتراجعت التجارة بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية بسبب الاهتمام المتزايد، ليس من الصين فحسب، بل من دول أخرى مثل روسيا وتركيا.
وبالنظر إلى المنافسة المتزايدة من جميع أنحاء العالم بغية إطلاق أعمال تجارية مع الدول الأفريقية، سيتعين على الولايات المتحدة إظهار اهتمام متجدد في علاقاتها مع القارة الأفريقية، إذا كانت تريد حقاً التعاون مع الدول الاقتصادية الصاعدة فيها، والابتعاد عن سياسة الحصار للدول التي تربطها علاقات وثيقة وصحيحة مع دول القارة السمراء.
السابق