الثورة – رشا سلوم:
شكلت تجربة الشاعر صالح سلمان علامة مميزة في المشهد الشعري الذي يزدحم بالكثير من الشعراء.
واستطاع خلال ما قدمه حتى الآن أن يكون صوتا إبداعيا له بصمته الخاصة والمهمة المترفة بالجمال والقدرة على كسر أنماط أصبحت متهرئة من كثرة الاستخدام.
الشاعر الذي استطاع أن يلتقط من مفردات الحياة دهشة النص الشعري ويعطي اللغة نبضا ومدى وقدرة على شحن المعاني ..يصدر مجموعته الشعرية الجديدة عن الهيئة العامة السورية للكتاب.تقع المجموعة في ٢٤٠ صفحة من القطع المتوسط وتضم أكثر من أربعين نصا شعريا .. بدأها بنص حمل عنوان دعوة وانتهى بنص حمل عنوان من سفر الخزامى وما بينهما ثمة رحلة من المتعة في كل نص.
يقدم كما أسلفنا دهشة المعنى .. ها هو يقول في نص بعنوان منادمة:
الجرار التي أودعت فوحها .. تحت زيتونة العين..
لم تدر اني أنادمها كل وقت..
وأرشف من عذبها..
ثم أزجي حروفي
لكي تكتب الوعد أيقونة..
حين يأتين يلقينها في ثياب الشذا فاغمة.
وثمة حنين لأيام الطفولة والصبا كما كل المبدعين .. يقول في نص حمل عنوان ذكريات:
ويكون أن ازداد شوقا..
كل يوم..
للصخور هناك في القلع..
الذي ألفت وعورته خطانا..
لعبة الغميضة..
الصيحات..
والبحث المعنى عن عيون النرجس المغناج..
عن عطر على شفة البنفسج ..هل ترى مازال .. صوت القبرات..
وكان لافتا المقطع الذي اختاره الشاعر ليكون جواز مرور إلى بهاء المجموعة ودون على الغلاف:
أحببت أن أتلو عليكم
من شذا سِفر الهداية آية
نزلت إلي من اخضرار الحلم
في ذاك اللقاء:
(الحب مملكة السعادة
أقرِئوها كلّ ما فيكم من الدرر الحبيسة،
والمُنى
وتمعّنوا فيها بما ملكت رؤاكم
أبعدوا عنها أحابيل الضغائن
ازرعوا فيها أزاهير المحبة
واعلموا، علم اليقين، بأنكم لن تكتبوا،
إلا بما تُمليه،
أسفار الهداية والثواب).
ولابد من الإشارة إلى أن تجربة الشاعر حظيت بمتابعات إعلامية مهمة منها ما قدمته راما ضوا حيث أشارت في مقال نشر في سانا الثقافية أشارت إلى منجزاته الإبداعية ومما قالته:
(من رحم الطبيعة الخصبة.
الغضة ومن ريف مدينة الشيخ بدر في محافظة طرطوس انطلقت موهبة الشاعر صالح سلمان الشعرية التي نتج عنها حتى اليوم أربع عشرة مجموعة
سلمان المولود عام 1953 حصد العديد من الجوائز الأدبية في مجالات الشعر والقصة والمسرح ومنها جائزة أبي الفداء الشعرية في حماة المرتبة الأولى عن قصيدة (في مرآة عمريت) وجائزة ربيعة الرقي الشعرية في الرقة المرتبة الأولى عن قصيدة (الحلم يخترق المدينة) وجائزة البتاني
للقصة القصيرة المرتبة الأولى في الرقة عن قصة (الجثة) وجائزة المجاهد الشيخ صالح العلي للقصة القصيرة المرتبة الأولى عن قصة (جدي يزرع الأرجوان) وجائزة نقابة المعلمين للمسرح في دمشق المرتبة الثانية عن مسرحية (اللعبة).
ويرى سلمان وهو عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية الشعر منذ عام 1994 أن عنوان القصيدة لا يغني عنها كما أن عنوان المجموعة الشعرية هو مفتاحها وبالتالي هو ليس مستقلاً بنفسه موضحاً في حديثه مع سانا أنه قرأ للكثير من الكتاب العرب والأجانب حيث وجد في أشعارهم ما هو جميل ومفيد وفتح أمامه فضاءات عديدة.
وأشار إلى أن الشعر يعبر عن نفس الإنسان وثقافته ورؤيته وفكره حول قضايا عديدة وعن الحياة بشكل عام وليس لكتابتها وقت محدد فهي تأتي وقت تشاء وإذا لم يلتقطها الشاعر فوراً تضيع منه.
الحداثة لا بد منها حسب سلمان ففيها يكمن التجدد وطالما الحياة تسير لا بد من جديد فيها فصحيح أن هناك أموراً قديمة تبقى ذات قيمة وتعتبر أساساً يبنى عليه ولكن هناك أيضاً أمور عفا عليها الزمن تشكل عقبات أمام التطور والتقدم يجب تجاوزها.
يذكر أن سلمان عضو اتحاد الكتاب العرب وعمل مقرراً لجمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب لعامي 2018 و2019 وكتب العديد من المقالات والدراسات الأدبية التي نشرت في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية)
المجموعة الشعرية (خِصبةٌ جُبّةُ الحب)، تأليف: صالح محمود سلمان، تقع في 240 صفحة من القطع المتوسط، صادرة حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2023.