الثورة – سنان سوادي:
انطلقت ظهر اليوم في المركز الثقافي باللاذقية فعاليات مهرجان “أيام البُردة”، برعاية وزارة الثقافة، وبمشاركة كوكبة من الشعراء السوريين والعرب.

مدير الثقافة في اللاذقية، مجد صارم، أوضح لصحيفة “الثورة” أن المهرجان يمثل خطوة جديدة في مسيرة العمل الثقافي، ويُقام للمرة الأولى في سوريا، مبيناً أن المهرجان ليس مجرد فعالية شعرية، بل هو لقاء يجمع الشعراء والمحبين على محبة رسول الله ﷺ، ويُجدد حضور الكلمة العربية الأصيلة في فضاء الفن والإيمان معاً.
وأشار صارم إلى أن المهرجان يهدف إلى تعزيز قيم الجمال والمحبة والسلام، وإلى خلق حالة من التفاعل الثقافي بين الشعراء من مختلف المحافظات، مؤكداً أن وزارة الثقافة تدعم هذه المبادرات التي تبرز مكانة الشعر العربي كرافعة للهوية والوجدان.
من جانبه، أشاد مدير أوقاف الريف الشمالي، عمار درويش علي، بأهمية هذه التظاهرة الثقافية، مشيراً إلى أن المهرجان حديث الولادة في سوريا، لكنه يحمل رسالة عميقة. فهو أولاً تجلٍّ لمدح الرسول الكريم ﷺ، وثانياً إبراز لإمكانات الشعراء السوريين والعرب، وثالثاً تعظيم لمكانة اللغة العربية بوصفها لسان الشعر والقرآن.
وأضاف: “لقد استمعنا اليوم إلى قصائد تحمل نفساً كلاسيكياً يذكّرنا بأحمد شوقي وكبار شعراء المديح النبوي. ومن لا يتقن العربية لا يمكنه أن يتقن الشعر، فالبلاغة والصرف والبيان هي روح القصيدة وعمقها.”
خلال المهرجان، ألقت المهندسة فاطمة بارود قصيدة بعنوان “من ثورة الكاف حتى هدأة النون”، قالت فيها:
من ثورة الكاف حتى هدأة النون
من صرخة الكون تحكي بدء تكويني
قد قيل للقلم اكتب ما أمرت به
الله أوحد والمحمود يدعوني
عبدٌ رسولُ حبيبِ الله سيدِنا
بشر نذير وماح الكفر والهون
وأكدت بارود أن المهرجان يمثل فرصة للتلاقي والتعارف بين الشعراء من مختلف المدن السورية، وأنه يسهم في خلق مساحة روحية وجمالية للاحتفاء بالمديح النبوي.
كما شاركت الشاعرة عُلا مصطفى من إدلب بقصيدتها “يا سيد السادات”، التي استحضرت فيها سيرة النبي الكريم ﷺ بروح وجدانية عميقة، وقالت من أبياتها:
يا سيدي دمتَ الضياء الملهما
الحزن طاب يذكركم وترنما
يا سيد السادات لولاك ما كنتُ
المنيبا المسلمَا.
وأشارت مصطفى إلى أن المهرجان يأتي لإحياء تقاليد قصيدة البُردة منذ عهد كعب بن زهير وحتى يومنا هذا، مؤكدة أن هذا اللون الشعري سيظل جسراً بين الأجيال.
أما الشاعر رفيق جعيلة من حمص، فشارك بقصيدة بعنوان “صور الجمال”، التي قال: إنها رسالة حب وسلام من الشعب السوري إلى العالم. وجاء في أحد مقاطعها:
صور الجمال تجمعت في ذاته
هذا رسول الله كان فريداً
والشمس والقمر المنير بكوننا
حاذى مقاماً في البهاء رغيداً.
وأضاف جعيلة: “جئنا لنشارك أهل اللاذقية بمدح رسول المحبة والرحمة، ولنؤكد أن الشعب السوري شعب يحب الخير والسلام، ويعتز بقيمه الروحية والإنسانية.”