الثورة – رانيا حكمت صقر:
أُقيمت اليوم في المركز الثقافي بالمزة ورشة تفاعلية للأطفال بعنوان “مهارات القراءة السريعة”، بإشراف المدربة المتخصصة دانية هواري، التي جمعت بين الأساليب التقليدية والتقنيات الحديثة لتطوير مهارات القراءة وتعزيز التركيز والذاكرة لدى الأطفال. وذلك في خطوة تهدف إلى مواجهة التحديات التعليمية المعاصرة وتحفيز جيل المستقبل على حب القراءة.

قدمت هواري، مدربة الأطفال واليافعين ذات الخبرة في مجال التنمية الذاتية وبرمجة اللغات العصبية، ورشة شاملة تستهدف فئة عمرية واسعة تتراوح بين 4 و16 سنة. وشرحت هواري لصحيفة “الثورة” أن الورشة لا تقتصر على تعليم القراءة بسرعة، بل تنمي المهارات العقلية والذاكرة من خلال مجموعة من التقنيات المتقدمة التي تتطلب تفعيل شقي الدماغ في آن واحد، مثل ربط الأحرف بالدماغ وتحفيز الرؤية المحيطية والتهجئة الدقيقة.

وأوضحت هواري أن المناهج الحالية التي تُدرس في المدارس تعتبر ثقيلة على هذا الجيل مقارنة بالمناهج القديمة التي كانت تعتمد على بساطة الكلمات وربطها بطريقة تسهل على الطفل فهمها وحفظها. مؤكدةً أن التكنولوجيا الحديثة مثل الهواتف المحمولة واليوتيوب أثرت سلباً على قدرة الأطفال في التركيز والاهتمام بالقراءة التقليدية، ما أسفر عن ارتفاع نسب الرسوب والتسرب رغم الإمكانات العالية التي يمتلكها الأطفال.
تضمنت الورشة تقييمات شخصية للأطفال لتحديد مستواهم واحتياجاتهم الفردية، بالإضافة إلى تمارين عقلية وتحفيزية تشمل توسيع مجال الرؤية المحيطية وتنشيط الذاكرة وتقنيات تهجئة تساعد على زيادة سرعة القراءة بمعدل يتراوح بين ثلاثة وأربعة أضعاف. مع التركيز على أهمية الربط بين الكلمات والخيال لتعزيز الفهم والاستيعاب.
كما شملت الورشة نشاطات جماعية تحفيزية، مثل المسابقات والقفز والرسم والتلوين، التي تهدف إلى تنمية مهارات التواصل والعمل الجماعي لدى الأطفال. كما تم تشجيع الأطفال على المحاولة والتكرار حتى تحقيق النجاح، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويساهم في تطوير قدراتهم الذهنية.
تحدثت أم الطفلة شام الشاغوري (7 سنوات) عن استفادة ابنتها من الورشة التي ساعدتها على صقل موهبتها في القراءة وتنمية سرعتها في الفهم. فيما أشارت أمل عودة، أم لطفلتين من المشاركين في الورشة، إلى أن الورشة أضافت لأطفالها مهارات جديدة لا تقدمها المدارس، حيث ركزت ليس فقط على القراءة السريعة، بل أيضًا على تعزيز القدرة على التركيز والتعبير بشكل أفضل.
وفي ختام الورشة، شددت المدربة دانية هواري على أهمية استثمار مثل هذه المبادرات التربوية لتوفير بيئة تعليمية متكاملة تدعم الطفل في مواجهة التحديات الحديثة، وتحفز لديه حب الكتاب والقراءة بعيداً عن الوسائل الإلكترونية التي تؤثر سلباً على الإنصات والتركيز.