“فنانو المستقبل” يضيء “ثقافي أبو رمانة” بإبداعات الأطفال 

الثورة – عبير علي: 

في جو مفعم بالفرح والإبداع، استضافت صالة المركز الثقافي في أبو رمانة، برعاية وزارة الثقافة ومديرية ثقافة دمشق، معرضاً فنياً للأطفال بعنوان “فنانو المستقبل”.

وقد افتتح المعرض مساء اليوم رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الدكتور محمد صبحي السيد يحيى، ورئيس المركز  عمار بقلة، إلى جانب أهالي الأطفال وبعض المهتمين.

ضم المعرض 500 لوحة فنية من إبداع الأطفال، إضافة إلى طاولات لأشغال يدوية استخدم فيها الأطفال ألواناً خشبية ومائية وباستيل، بالإضافة إلى خامات مضافة مثل الرسم بالمعجون.

جاء ذلك تحت إشراف الفنانات حنان محمد، باسمة كيلو، ووفاء الحافظ.

ويُعد المعرض نتاج ورشات عمل مشتركة أقيمت تحت رعاية المركز الثقافي في أبو رمانة، وقد أصبح تقليداً سنوياً للأطفال من عمر 3 إلى 14 عاماً، حيث يتيح لهم فرصة تجربة عرض أعمالهم الفنية وتجربة الفنانين.

وفي تصريح خاص لـ “الثورة”، أعربت الفنانة التشكيلية حنان محمد عن سعادتها بالمشاركة في المعرض، قائلة: “يسعدني أن أشارككم تجربتي في المعرض السنوي “فنانو المستقبل”، بمشاركة زميلتي الفنانتين وفاء الحافظ وباسمة كيلو.” وأوضحت أنها من خلال عملها التطوعي كل يوم سبت صباحاً، تقدم للأطفال حصص رسم تهدف إلى تنمية الحس الفني والإبداعي لديهم، ومساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم وأحلامهم بالألوان والخطوط.

الفنانة محمد تؤمن بأن الفن رسالة سامية، وتعتبر تعليم الأطفال جزءاً من رسالتها الإنسانية والفنية. وأضافت: “حين أرى بريق الفرح في عيونهم وهم يرسمون، أشعر أنني أزرع بذور الجمال والأمل في قلوبهم الصغيرة”. وتابعت: “هدفي أن أُسهم في صناعة جيلٍ محبّ للفن والجمال، وواعٍ بأهمية التعبير الفني كوسيلة للتوازن النفسي والإبداع”.

وأشارت إلى أن هذا المعرض هو ثمرة تعب ومحبة صادقة، واحتفاء بجهد أطفالنا المبدعين الذين يرسمون المستقبل بألوانهم النقية. وأضافت: “أحب أن أبدأ مع الأطفال بالبساطة بالقلم والألوان وبالتعبير الحر من دون قيود.

أهم شيء عندي هو أن الطفل يشعر بالراحة والثقة، ويتعامل مع الورقة كمساحة للتعبير وليس كاختبار”.

كما تحدثت عن تقنيات الرسم المتنوعة التي يستخدمها الأطفال، فقالت: “أحياناً نرسم بالأصابع أو بالألوان المائية والأكريليك لأنها تفتح خيال الطفل وتجعلهم يستمتعون بالألوان قبل أن يتقنوا التقنية”.

وعن تأثير المعرض على الأطفال، رأت محمد أن المعرض لحظة مهمة جداً لكل طفل، لأنه يرى لوحته معروضة أمام الجميع، ويشعر بالفخر والإنجاز. وأضافت: “إن إنجازات الأطفال الفنية في المعرض تمثل إحساساً لا يمكن وصفه، أشعر وكأني أنا من رسمت كل لوحة أراها معلقة. لأن وراء كل عمل يوجد تعب وحب وتشجيع من الجميع. فرحتي بجميع الأطفال وفخري الحقيقي يتجلى كلما رأيت عيونهم تلمع وهم يشاهدون الناس يتأملون أعمالهم”.

وتابعت: “تلك اللحظة هي أجمل شيء يمكن أن يعيشه أي معلم فن، عندما يرى البذور التي زرعها في قلوب هؤلاء الأطفال تزهر بالألوان. إنه شعور يملأ القلب بالفرح ويؤكد أهمية الفن كوسيلة للتعبير والإبداع، ويعكس الجهد الكبير الذي بذله الجميع في دعم هؤلاء المبدعين الصغار، فكل لوحة هي قصة، وكل لون يحمل مشاعر وأحلام الأطفال، ما يجعل هذا المعرض تجربة فريدة تعكس مستقبلاً مشرقاً للفن والإبداع”.

رسم الأحلام مع الأطفال

من جهتها، قالت المشرفة والفنانة التشكيلية باسمة كيلو: “الرسم هو الحلم الذي يتحقق كل يوم، إنه ما أحببته منذ سنواتي الأولى، لقد اخترت الطفل لوحتي الجديدة التي بدأت برسمها منذ عدة سنوات، محاولة أن أحاكي حلمه وشغفه الذي جاء به إلينا”.

وأضافت: “أحب التعامل مع الطفل، فهو عالم من الأحلام، فأنا أحاول دوماً تأكيد ما يخطر بباله بأن الأحلام ستتحقق. فلماذا لا نرسم ما نشعر به وما نحلم به؟ من خلال الطفل أعود في كل مرة إلى ذاتي، إلى طفولتي وأحلامي الصغيرة. أختار المواضيع المميزة التي تجذب الطفل وتقدم له إنجازاً في نهاية الجلسة، وهذا ما يجعله يشعر بأنه فنان المستقبل”.

وأشارت كيلو إلى تجربتها مع الأطفال، قائلة: “رسمنا ولونّا بالمعجون، بأوراق الأشجار المتنوعة، وصنعنا الألعاب من الكراون وخيوط الصوف، استخدمنا خامات عديدة، وكل شيء بين أيدينا تحول إلى لوحات جميلة، يعيش الأطفال تجربة العرض فخورين بإنجازاتهم، ويشيرون إلى ما رسموا منتظرين المعرض الذي يليه”.

وأوضحت كيلو كيف يمكن للفن أن يؤثر على الأطفال، قائلة: “لقد أصبح طفل اليوم أسير استخدام الجوال وما يقدمه. ومن خلال الفعاليات الفنية، يخرج من هذا القالب الجاهز ليكون أمام فسحة ليصبح المنتج بدلاً من المتفرج”، مشيرة إلى أنه من خلال الورشات الفنية، تحاول تطوير إبداع الطفل وتحفيز خياله، فهو يرسم ويلون ويشكل، وتتَعزز ثقته عند شعوره بالإنجاز والفخر.

وتابعت: “الفن هو وسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار بطريقة غير مقيدة، نحن فقط نعيد ترتيب ما يرسمه الأطفال بتعليمهم مبادئ الرسم وكيف يخرج العمل الفني الصغير، وكيف يصنع إطاراً لتميز لوحته”.

وأشارت كيلو إلى أنه ليس دورهم كفنانين أن يعلموا الأطفال فقط، بل إن الأطفال أيضاً يدفعونهم للتعلم كيف يدخلون إلى عوالم أفكارهم. وأضافت: “أعتقد بأنني قد نجحت في الدخول إلى عالم لا أرغب بالخروج منه”.

وقالت: “لقد كنت أصطحب أطفالي إلى الفعاليات الفنية والثقافية، كما كانت والدتي تصطحبني وإخوتي، حاولت من خلال تلقي دورات خاصة تطوير مهاراتي في التعامل مع الطفل، وما زلت أحلم ببيت الفنون كمشروع قادم، حلم يجب أن يتحقق”.

مبادرة فنية تطوعية

اعتبرت الفنانة التشكيلية وفاء الحافظ أن هذه الفعالية تطوعية بالكامل، حيث يتم تنظيمها بالتعاون مع الفنانتين باسمة كيلو وحنان محمد، وأكدت أن أهم ما يسعون إليه هو “تمكين الأطفال من تفريغ طاقاتهم الكامنة بشكل إيجابي”.

تجارب ملهمة في المعرض

في جانب آخر، أعربت رزان غباش، والدة الأطفال جوليا وجاد شموط، عن تجربتها، حيث قالت: “وجدت لدى أطفالي الشغف بالرسم، وما شجعني على حضور الفعالية هو أسلوب الفنانات المشرفات”. وأشارت إلى أن ابنتها جوليا، التي تبلغ من العمر خمس سنوات، تحلم بأن تصبح رسامة في المستقبل، وأعربت عن سعادتها بمشاركتها في المعرض السنوي للمرة الثانية، مؤكدة أن “هذه تجربة رائعة بالنسبة لها كطفلة، عززت لديها الثقة بأنها ستحقق حلمها الجميل”.

ومن بين الأطفال المشاركين في المعرض، نجد فرح وليان سعيد خراساني، شقيقتين يملكان شغفاً مشتركاً بالرسم، حيث تعبر ليان عن حبها لرسم لوحات تجسد جمال الطبيعة وبلدها سوريا الغالية، بينما تسعى فرح إلى إبداع المزيد من الأعمال الفنية.

سيدوري الشمري (14 عاماً)، من رواد المركز منذ كان عمرها أربع سنوات، قالت: “شاركت اليوم برسوم وجوه واقعية ليتعلم الأطفال من تجربتي، فقد كنت يوماً أرسم الأشكال البسيطة وطوّرت أدواتي لأصل إلى رسم الواقع.

آية العقاد (7 سنوات) تعبر عن حبها للرسم وتتمنى أن تصبح مهندسة معمارية، حيث رسمت منازل ريفية وفراشات وأميرات وساعدت في تزيين المعرض بأزهار الصلصال الملونة.

مريم العقاد (10 سنوات) تحضر إلى المركز باستمرار مع آية لتعلم مهارات فنية جديدة، وتعبر عن حبها للرسم ومعلماتها وتوجه شكرها لوالدتها.

بينما تستمتع ماسة سيجري (8 سنوات) بلقاء أصدقائها الفنانين الصغار يوم السبت، حيث تشارك بأعمال ملونة خاصة بلونها المفضل، البنفسجي، وقد زينت مرآتها بأشكال من الفوم.

وأخيراً، عبّر صالح وحلا الافندي عن سعادتهما بالمشاركة في ورشة رسم الهوية البصرية الجديدة، حيث أضافا لمسات بعلم سوريا ووجها رسالة شكر للمركز على هذه التجربة الجميلة.

آخر الأخبار
لا تعديل على الخبز التمويني .. ومدير المخابز يوضح لـ"الثورة" رغم وقف إطلاق النار.. غزة بين الحياة والموت التشبيح المخملي الذي جَمَّل براميل الأسد .. حين صار الفن أداة قتل الأمم المتحدة: إعادة بناء سوريا أمر حيوي لتحقيق الاستقرار  إعلان تلفزيوني يشعل الحرب التجارية بين ترامب وكندا مجددا  تحسين بيئة الأعمال شرط لتعزيز التنافسية  الاقتصاد السوري مبشّر ومغرٍ وعوامل نهضته بخطواتها الأولى  درع وزارة الرياضة والشباب.. بطولة جديدة تكشف واقع السلة السورية كأس الدرع السلوية.. الأهلي يُلحق الخسارة الأولى بالنواعير جامعة الفرات تناقش مشروع قانون الخدمة المدنية  بعد سنوات من الغصب والتزوير.. معالجة ملف الاستيلاء على العقارات المنهوبة حزمة مشاريع استراتيجية في "مبادرة مستقبل الاستثمار" بالرياض  رامي مخلوف.. من المال والاقتصاد إلى القتل والإجرام   بعد تضاعف صادراتنا.. مطالبات بتحديث أجهزة الفحص وتوحيد الرسوم توقيع اتفاق سلام كمبودي - تايلاندي لإنهاء نزاع حدودي التأمينات الاجتماعية تسعى لرفع الوعي التأميني لتحقيق أفضل الخدمات جدل حاد في "إسرائيل" حول مشروع قانون لإنقاذ نتنياهو دمشق ترسم معالم حضورها الدولي بثقة وثبات المشاركة السورية بـ"مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض".. خطوة محورية بمعركة الدبلوماسية والاقتصاد زيارة الشرع إلى الرياض.. ترسيخ سوريا الجديدة واستعادة دورها إقليمياً