“موندياليزاسيون”: الاتفاق السعودي الإيراني عزز دور الصين السلمي في العالم

الثورة – ترجمة محمود اللحام:
لقيت وساطة الصين لعودة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران إشادة دولية، خاصة في منطقة غرب آسيا، في حين عبرت بعض الدول عن انزعاجها فهي لا تريد أن ترى الصين تتقدم على أي جبهة، حتى لو كانت تدفع قضية السلام العالمي، وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي لا تريد أن ترى المملكة العربية السعودية تدخل في هذه الاتفاقية، باعتبارها ليست فقط مصدر إعادة تدوير البترودولار، بل لأنها تعد الدعامة الأساسية للنظام المصرفي الغربي، وكذلك أيضاً السوق الأول لتصدير الأسلحة في الولايات المتحدة، إلى جانب أن أوروبا تواجه أزمة طاقة وعدم استقرار سوق النفط لديها، وهو يعد مصدر قلق كبيرا لها.
أظهرت المملكة العربية السعودية نضجاً ملحوظاً في التأكيد على أن سياستها نحو الشرق وشراكتها الاستراتيجية مع الصين لا تعني أنها تتخلص من الأمريكيين، فالسعوديون يتحركون بسلاسة.
ومع ذلك، تظل الحقيقة أن الاتفاقية السعودية الإيرانية تقود السكين في قلب الاستراتيجية الأمريكية في غرب آسيا، حيث يعزل هذا الاتفاق بشدة الولايات المتحدة و”إسرائيل”، فقد تفوقت الصين على الولايات المتحدة، وهو ما يحمل عواقب بعيدة المدى على السياسة الخارجية لبايدن.
لم تقل واشنطن كلمتها الأخيرة، وربما كانت تخطط لمنع عملية السلام من أن تصبح السياسة الرئيسة لمنطقة غرب آسيا، ويعتقد المعلقون الأمريكيون أن التطبيع بين إيران والسعودية سيكون مسعى طويل الأمد وأن فرص النجاح منخفضة، ومع ذلك، فإن الجهات الفاعلة الإقليمية تقوم بالفعل بإنشاء جدران حماية محلية للحفاظ على روح المصالحة الجديدة وتعزيزها.
بالطبع، الصين وروسيا تقدمان يد المساعدة أيضاً لهذه الاتفاقية، فقد طرحت الصين فكرة عقد قمة إقليمية بين إيران وأعضاء مجلس التعاون الخليجي بحلول نهاية العام.
وقال مسؤول سعودي لم يذكر اسمه لصحيفة الشرق الأوسط اليومية: إن الرئيس الصيني شي جين بينغ تواصل مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس الوزراء السعودي، العام الماضي لجعل بكين بمثابة جسر بين المملكة السعودية وإيران، ورحب الأخير به، واعتبرت الرياض أن بكين في وضع “ريد” لممارسة دور لا مثيل له في الخليج.
بالنسبة لإيران على وجه الخصوص الصين هي الشريك الدولي الأول أو الثاني.
وأضاف المسؤول السعودي أن النفوذ مهم في هذا الصدد، ولا يوجد بديل مكافئ من حيث الأهمية، وقال: إن دور الصين زاد من احتمالية الإبقاء على شروط الاتفاق، وأشار إلى أنها (أي الصين) لاعب رئيس في أمن واستقرار الخليج، وكشف المسؤول أيضاً أن محادثات بكين تضمنت خمس جلسات متعمقة للغاية حول القضايا الشائكة، وأصعب تلك المواضيع تتعلق باليمن والإعلام ودور الصين.
في غضون ذلك، هناك أيضاً أنباء إيجابية على الهواء – احتمالية عقد اجتماع على مستوى وزير الخارجية بين إيران والمملكة العربية السعودية في المستقبل القريب، والأهم من ذلك، الدعوة الموجهة من الملك سلمان ملك المملكة العربية السعودية إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة الرياض.
وقد علق وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، على الأزمة اليمنية يوم الأحد قائلاً: “نحن [إيران] نعمل مع المملكة العربية السعودية لضمان الاستقرار في المنطقة، ولن نقبل أي تهديدات من الدول المجاورة.
من جهته، وصف علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في مقابلة مع نور نيوز بالصراحة والشفافية والشمولية والبناءة للمناقشات التي أجراها على مدى خمسة أيام في بكين والتي توجت باتفاقية مع السعودية، وقال: إن تبديد سوء التفاهم والتطلع إلى المستقبل في العلاقات بين طهران والرياض سيؤدي بالتأكيد إلى تنمية الاستقرار والأمن الإقليميين وتعزيز التعاون بين دول الخليج العربي والعالم الإسلامي للتعامل مع التحديات الحالية.
من الواضح أن دول المنطقة تستفيد من الاتفاق بين السعودية وإيران، ويعزز الاتجاهات الإيجابية في البيئة الإقليمية، كما يعزز دور الصين الرائد في تعزيز الحوار والصداقة، حيث تنظر دول المنطقة إلى الصين كمحاور خير، ولا تؤثر المحاولات المنسقة من قبل الولايات المتحدة وشركائها من الدرجة الثانية لسحق الصين على دول المنطقة.
للصين مصالح اقتصادية هائلة في المنطقة، لاسيما توسيع طريق الحرير في غرب آسيا، لذلك فإن الاستقرار السياسي والأمن في المنطقة يمثلان مصلحة حيوية لبكين ويشجعانها على أن تصبح الراعي والضامن للاتفاق الإيراني السعودي.
من الواضح أنه لا ينبغي الاستهانة بمتانة الاتفاق الإيراني السعودي، الذي سيبقى أهم تطور في غرب آسيا لفترة طويلة.
في الأساس، تضطر المملكة العربية السعودية وإيران إلى تحويل تركيز استراتيجياتهما الوطنية إلى التنمية والنمو الاقتصادي.
لقد تعمد الإعلام الغربي تجاهله وفضل شيطنة ولي العهد السعودي وخلق سيناريو يوم القيامة للنظام الإسلامي الإيراني.

ومع ذلك، فإن التوتر المتصاعد حول برنامج إيران النووي، كان من أهم نقاط الخلاف بين طهران والمملكة، إضافة إلى ذلك، تتزايد التهديدات الإسرائيلية بشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية، ومن المهم الإشارة إلى أنه من المتوقع أن يزور وزير الخارجية الإيراني موسكو هذا الأسبوع.
هناك حاجة لجهود منسقة بين روسيا والصين لمنع الولايات المتحدة من إثارة الملف النووي بالترادف مع “إسرائيل” وزيادة التوترات، بما في ذلك التوترات العسكرية، بحيث تتوفر ذريعة لزعزعة استقرار المنطقة وتهميش الاتفاق بين السعودية وإيران كطريقة مهيمنة للسياسة الإقليمية.
المصدر- موندياليزاسيون

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة