علاقاتنا الصادقة.. عملة نادرة

منذ أن يترعرع المرء ويسلك طريقه في حياته يبدأ بتكوين علاقاته مع من حوله من الأصدقاء والأهل ومن يصادفهم حتى في عمله، فيتبادل معهم ويتعامل معهم وينمي هذه العلاقة الاجتماعية الرائدة التي تشكل نسغ الحياة.
ويوماً بعد يوم تتفاعل وتتجذر هذه العلاقة مع الآخرين وتستمر لتتشكل معها أواصر المحبة والتودد عبر أيام ملؤها الخير والنماء والعطاء، لكن الأمر الذي يخالف هذه القاعدة هنا هو شرود بعض الناس عن حقيقة هذه العلاقة الرائدة التي نبحث عنها جميعاً.
فبعض الأصدقاء والأقارب وحتى الجيران تراه يتعامل معك وتتعامل معه وتثق به ثقة عمياء لكنك تصطدم بالخيبة من هذا الصديق فتكتشف منه أنه يريد مصلحته فقط، ويظهر منه الخلل الذي يشوب هذه الصحبة فتراه بمجرد أن أنجز عمله معك يبتعد ويغيب ولا يسأل عنك حتى ولو على الهاتف، لأن المصلحة انتهت.
ويتضح لاحقاً بأنه أناني بطبعه والمصلحة الخاصة به هي ديدنه وعمله ضارباً بدلك عرض الحائط بكل ما هو متعارف عليه من أعراف، وعندما يعود إليك لمصلحة جديدة، بعد أن كنت لا تراه ولا تسمع صوته، تجده يخترع الحجج والمبررات لغيابه عنك.
في المجتمع مثل هؤلاء كثر، لكن علينا أن نخبرهم بأن المحبة هي التي يجب أن تسود بين الأصدقاء، وليس المصلحة، وأن ما بني على خطأ فهو باطل، وكم نحزن على أناس نتعامل معهم بكل صدق ومحبة ونتوسم بهم خيراً، ونكن لهم كل الخير لكننا نراهم عندما تتحقق غايتهم معنا وتنقضي مصلحتهم يصبحون كالسراب، ولا يمكن أن تصل إليهم، ,وإن تطلب منهم أمراً ما لا يستجيبون أبداً علماً بأنك قدمت لهم الكثير.
المجتمع لا يبنى بأمثال هؤلاء، لأن عنوان النجاح في حياتنا هو المحبة والاحترام، ومن أجمل الأقوال اشدد عضدك بأخيك وصديقك، وهذا لا يمكن أن يكون إلا بالركيزة الأهم والأسمى والأرقى وهي المحبة الصادقة، ولا ننسى هنا أن كلمة شكراً للذين قدموا لنا الخدمات واجبة ومع كلمة الشكر لابد من التواصل والتلاقي مع بعضنا البعض على الاحترام حتى ولو كانت هناك مصالح متبادلة، فالعلاقات مع الناس أشبه بعقد من الألماس حلقاته متماسكة مع بعضها البعض ولا ينفصم عراها، وإذا فقدت حلقة والتي اسمها المحبة أصبح الخلل واضحاً، لنصل إلى نتيجة مفادها أن علاقاتنا الإنسانية الصافية عملة نادرة.
جمال شيخ بكري

آخر الأخبار
"ما خفي أعظم" بين الناس والمؤسسات المالية والمصرفية !      السوريون يستذكرون الوزير الذي قال "لا" للأسد المخلوع   خطة الكهرباء الجديدة إصلاح أم عبء إضافي ؟   العثور على رفات بشرية قرب نوى في درعا  محافظ حلب ومدير الإدارة المحلية يتفقدان الخدمات في ريف حلب الجنوبي   "الاتصالات" تطلق الهوية الرقمية والإقليمية الجديدة لمعرض "سيريا هايتك"   إطلاق حملة مكافحة التسول بدمشق وريفها   لجنة مشتركة بين السياحة و مجموعة ريتاج لدراسة المشاريع الفندقية  غرفة صناعة دمشق توقع مذكرة تفاهم مع المجلس النرويجي للاجئين  تعرفة  الكهرباء .. كيف يوازن القطاع  بين الاستدامة والمواطن؟  وزير الخارجية الألماني: من واجبنا المساهمة في إعادة إعمار سوريا  سوريا تهنئ حكومة وشعب تركيا بمناسبة يوم الجمهورية   إنجاز 40 بالمئة من إنارة دمشق بـ1800 نقطة ضوئية في ملتقى العمل..  تدريب وفرص عمل  للنساء وذوي الإعاقة  صدام الحمود: زيارة الشرع إلى الرياض بداية مرحلة جديدة   وفد من "الداخلية" يشارك في مؤتمر التدريب الأمني العربي بالدوحة هدفها تحقيق الاستدامة.. الكهرباء تصدر تعرفة جديدة لمشتركيها  الشرع يبحث مع وفد ألماني تعزيز التعاون والمستجدات الإقليمية والدولية سوريا تغير لغتها نحو العالم.. الإنكليزية إلزامية والفرنسية والروسية اختيارية "إعمار سوريا": خبراتٌ عالمية تتجسد.. وتخصصٌ دقيقٌ يرسم طريق المستقبل