الثورة:
تظل المخطوطات النادرة موضع شغف كبير لكثير من الباحثين والمختصين بالكوديكولوجي أو علم دراسة المخطوطات والكثير غيرهم من المثقفين لما تحويه من نفائس وأسرار تميط اللثام عن علوم قديمة، ومعارف تليدة، وعادات وتقاليد موروثة عن الأجداد، أو حتى تقنيات وأساليب صناعة كانت رائجة بتلك الفترات، ولعل المخطوطات العربية القديمة خاصة القرآنية أحد أكثر المخطوطات القديمة إثارة للشغف والبحث والدراسة والاستكشاف للعرب ولغيرهم، وفي ظل هذا السياق استضاف المتحف الوطني العراقي في بغداد معرضًا مثيرًا لمخطوطات نادرة والتي تعرض للمرة الأولى.
فقد قام المتحف الوطني العراقي بعرض المخطوطات النادرة وهي من القرآن الكريم والفقه والتفاسير، ويبلغ عددها 80 مخطوطة وتعود إلى القرن الأول من الهجرة، وهي تعرض لأول مرة خلال شهر رمضان المبارك.
المخطوطات المعروضة هي مخطوطات مكتوبة على الرق (البرشمان ذو الجودة العالية المصنوع من مجموعة متنوعة من جلود الحيوانات)، في حين أن بعض المخطوطات مكتوبة بالخط الكوفي، وهو شكل من أشكال الخط العربي الأولى التي نشأت في العراق، وبعضها الآخر مكتوب بخطوط أخرى.
فقد أشار المدير عام دار المخطوطات العراقية بالمتحف المختص بالمجموعات الأثرية الخاصة بحضارات بلاد الرافدين، وكذلك الآثار الإسلامية في العراق، وآثار العصور الحَجرية أن “المعرض عبارة عن مصاحف نادرة وثمينة، تعود إلى القرن الأول للهجرة”، لافتًا إلى أنها “تمثل كنزًا ثقافيًا وتراثيًا في العراق”. ليستمر المعرض طوال شهر رمضان المبارك.
المعرض يُعد فرصة نادرة للاطلاع على مثل هذا النوع من المخطوطات النادرة التي لا مثيل لها في باقي الدول، والتي تُعرض لأول مرة لتعبر عن تاريخ الخط العربي، وتاريخ العناية بالقرآن الكريم والمصحف الكريم، وكيفيات الكتابة وجماليات الكتابة والتنوع في كتابته عبر مدارس متعددة في عدد من البلدان.
و المعرض “خاص بالمصاحف النادرة والنفيسة التي تبدأ من القرن الأول للهجرة، المكتوبة على الرق قبل صناعة الورق، وما تلاه من العصور بأيدي كبار الخطاطين في العراق وفي غير العراق، على أن هذه المخطوطات جزء مما تضمه خزانة دار المخطوطات التي يصل عدد المخطوطات فيها إلى 47 ألف مخطوطة متعددة اللغات والموضوعات، وهي تمثل كنزا تراثيا حضاريا في العراق في حاضنة بغداد منذ أكثر من ألف عام.
هناك مخطوطات تمثل نسخا نسميها النسخة اليتيمة أي النسخة الوحيدة، وهناك نسخ مكتوبة بأيدي المؤلفين، وهناك نسخ قديمة تتضمن مجموعة من هذه الصحف التي كتب عليها القرآن الكريم بالكتابة الكوفية قبل أن يكون هناك التنقيط.