الثورة:
توصّل باحثون من جامعة ستانفورد الطبية بأميركا، إلى طريقة جديدة لعلاج سرطان الجلد، باستخدام نوع من البكتيريا التي تعيش على الجلد السليم لكل إنسان.
حيث تعتمد الطريقة على الهندسة الوراثية للبكتيريا المسماة «العُنقودية البَشْرَوية»، أو «عنقودية الجلد الخارجي»، لإنتاج مستضدّ الورم؛ وهو بروتين قادر على تحفيز جهاز المناعة،
فقد قاموا بتطعيم جزء صغير من الحمض النووي «DNA» يشفر جزءاً من بروتين يسمى «الألبومين البيضاوي» على سطح البكتيريا، وقاموا بتطبيق البكتيريا الحية المهندسة وراثياً على فراء الفئران المصابة بالسرطان، وكانت الاستجابة المناعية الناتجة قوية بما يكفي لقتل كل أنواع سرطانات الجلد، بما فيها النوع العدواني، دون التسبب في حدوث التهاب.
ويقول أستاذ الهندسة الحيوية، والباحث الرئيسي بالدراسة: «بدا الأمر أشبه بالسحر، وكان لدى هذه الفئران أورام شديدة العدوانية تنمو على جوانبها، وقد أعطيناها علاجاً لطيفاً، حيث أخذنا، ببساطة، مسحة من البكتيريا وفركناها على فراء رؤوسها».
حيث تعيش ملايين البكتيريا والفطريات والفيروسات على سطح الجلد السليم، ويلعب هؤلاء المستعمرون الودودون دوراً مهماً في الحفاظ على حاجز الجلد ومنع العدوى، لكن هناك عدداً من الأشياء المجهولة حول كيفية تفاعل ميكروبيوتا الجلد «المجتمع الميكروبي بالجلد» مع الجهاز المناعي المضيف، لكن البحث الجديد يُظهر أنه يمكن توظيف بكتيريا العنقوديات البشروية لإنتاج خلايا مناعية قوية تسمى خلايا «CD8 T» القاتلة، المسؤولة عن مكافحة العدوى الشديدة أو السرطان.
وأظهر الباحثون أنه من خلال إدخال مستضدّ الورم في بكتيريا البشرة العنقودية، يمكنهم خداع الجهاز المناعي لإنتاج خلايا «CD8 T»، التي تستهدف المستضدّ المختار، وانتقلت هذه الخلايا في جميع أنحاء أجسام الفئران، وتكاثرت بسرعة عندما واجهت ورماً مطابقاً، مما أدى إلى إبطاء نمو الورم بشكل كبير، أو إطفاء الأورام تماماً.
ان مشاهدة هذه الأورام تختفي، خصوصاً في مكان بعيد عن المكان الذي وضعنا فيه البكتيريا، كانت أمراً مفاجئاً، لقد استغرق الأمر بعض الوقت حتى نصدِّق أن ذلك يحدث.
والخطوة التالية، التي سيعمل عليها الفريق البحثي، هي إجراء دراسات على حيوانات أكبر؛ تمهيداً لإجراء دراسات التجارب السريرية على البشر.