في ندوة حوارية للمعهد الدبلوماسي حول تطورات العالم.. ياكوفينكو: واشنطن تتاجر بالأسلحة في أوكرانيا وجيوب البريكس نظيفة من الدولار
الثورة – عزة شتيوي:
تحت عنوان الاتجاهات في التطورات العالمية استضاف المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين محاضرة ألقاها السيد ألكسندر ياكوفينكو عميد الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الشؤون الخارجية في الاتحاد الروسي.
وتركزت محاور المحاضرة حول الدور الرئيسي الذي تلعبه روسيا اليوم في التطورات العالمية، وخاصة عقب التغيرات العميقة في السياسة، والتي سببتها الحرب في أوكرانيا.
وأكَّد السيد ياكوفينكو أن روسيا تنتهج سياسة الاعتماد على الذات والاكتفاء بمقدراتها الذاتية في كل المجالات، حيث إن أكثر من مئة دولة في العالم تدعم السياسات الروسية اليوم، وهي الدول التي ترغب بأن ترى عالماً أكثر إنصافاً وخالياً من إملاءات الغرب، ما أدى إلى تغيرات مهمة على الساحة الدولية نتيجة تلك التطورات الجديدة.
وشدَّد ياكوفينكو على دعم روسيا الدائم ووقوفها إلى جانب القانون الدولي، لكن العقوبات الاقتصادية والسياسية التي فرضتها الدول الغربية على روسيا جعلت العالم يدرك مدى عمق المشاكل في الغرب، مبيناً أن العلاقات بين روسيا والغرب تمَّ فصلها الآن بسبب تلك السياسات الغربية.
وأوضح ياكوفينكو في محاضرته، أن الولايات المتحدة هي المستفيدة من الأزمة الأوكرانية بشكل أساسي بكسبها المال من تجارة الأسلحة فيها، حيث تمَّ استفزاز روسيا للانخراط في هذه الأزمة بتشكيل تهديد على أمنها القومي، والسبب وراء ذلك هو السياسة الأمريكية والأوروبية، مشيراً إلى أن كل ما يحدث في أوروبا هو تحت سيطرة واشنطن.
ولفت ياكوفينكو إلى أن الدولار ولسنوات عديدة كان هو العملة المهيمنة على العالم، ليظهر بعد ذلك توجه عالمي جديد يهدف إلى إضعاف دوره في الاقتصاد العالمي، حيث تمَّ استخدمه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية كسلاح ضد دول أخرى، ولاسيما ضد روسيا، بينما الآن تفكر دول العالم بمنظومة مالية جديده تضمن لها الأمان والتحرر من هيمنة الدولار، وقد بدأت دول بريكس اليوم بالتداول التجاري فيما بينها باستخدام عملاتها الوطنية، والعالم أصبح اليوم أكثر ديمقراطية وعدلاً، ما يخلق فرصاً أوسع وأكثر للإتجار، وهذا يشمل جميع دول العالم بما في ذلك سورية.
وأوضح ياكوفينكو أن العقوبات التي يفرضها الغرب على دول عدة في العالم ومنها روسيا دون أي وجه حق، وتجميد الأموال المودعة لهم، قد حفَّزت دولاً كثيرة لإيجاد بدائل أكثر أمناً واستقراراً لاقتصاداتهم وللسوق العالمية أيضاً، لافتاً إلى أهمية التعاون الصيني – الروسي لتشابه الرؤية المستقبلية.
من جانبه وفي تصريح خاص لصحيفة الثورة أكَّد مدير المعهد الدبلوماسي السفير والدبلوماسي الدكتور عماد مصطفى أن التركيز في المحاضرة على أهمية وأولوية تغيير المصطلحات السياسية هو انعكاس لرفض الكثير من دول العالم ومن بينها سورية وروسيا ومنظومة البريكس الهيمنة المفاهيمية للسياسية الغربية على هذا العالم فتغيير المصلحات السياسية واستبدالها بمصطلحات جديدة وبديلة مؤشر على رفض الدول للهيمنة السياسية التاريخية للغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
وأكَّد الدكتور مصطفى أن المعهد الدبلوماسي في سورية حريص باستمرار على استضافة أسماء بارزة على الساحة الدبلوماسية العالمية بهدف تبادل الآراء والأفكار وتعميق الفهم المشترك مع دول العالم وتعزيز العلاقات السياسية والاستراتيجية معها كما أن هذه الندوات تتيح للدبلوماسيين السوريين في وزارة الخارجية الاطلاع على مفاهيم ومنظومات دبلوماسية حديثة ومتنوعة من مختلف دول العالم.
حضر المحاضرة عدد من سفراء الدول في سورية والدبلوماسيين في وزارة الخارجية وإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام.