ليس الجلاء مجرد ذكرى نحتفل بها اليوم بل هو حالة ولادة جديدة وانتصار مستمر يتجدد دائماً أمام كل شكل من أشكال الاعتداء على الوطن والشعب والتاريخ والحضارة، فهو الاستقلال الحقيقي ونقطة البدء بصنع تاريخ جديد، وترسيخ لقانون الحياة وهو لابقاء للاستعمار.
هو نقطة مضيئة في تاريخ النضال الوطني، وقد كتب السوريون أروع ملحمة من ملاحم التاريخ، فكانت حرب الكرامة والعزة والبطولة ضد من تجرأ علينا واستعمر أرضنا، حرب الفخر والنصر وعيد دحر السوريون للمحتل الغاصب وتحقيق السيادة الوطنية.
لقد كان الاستعمار ومايزال يستنسخ نفسه ويعيد سيرته فأكبر أشكال التآمر الجديد على الوطن والشعب بل أكثر أشكال العدوان على القيم والأخلاق والإنسانية تلك الحرب العدوانية الظالمة على سورية لمدة عشر سنوات ونيف، ولكن الشعب بفضل إيمانه بالوطن وصموده انتصر وهزم كل أشكال التآمر والتخطيط.
في حضرة الجلاء يقتضي الوفاء بأن نستذكر كيف تدافع أبناء الوطن من كل حدب وصوب إلى دمشق ليكونوا معاً قلباً واحداً في لقاء وطني رائع كي يصنعوا لشعبنا وأجيال المستقبل أسطورة الجلاء الذي أرسى صخور الأساس لمستقبل زاهر ولوطن الكرامة والشهامة والعروبة، فتلك الانتصارات هي الزاد والعتاد والدرع لأهلنا هذه الأيام كما على الدوام.
عندما تمر ذكرى الجلاء فإننا نستعيد دروساً من البطولة والتضحية لتؤكد الاستمرار في تلك الطريق التي بدأها الأبطال وماقوافل الشهداء التي تقدم دفاعاً عن الوطن إلا رسالة واضحة المعاني على أن مابدأ لم ولن يتوقف مادامت أرض محتلة.
يوم الجلاء هو رسالة نحاكي فيها تاريخاً وأبطالاً رووا بدمائهم أرض الوطن وستبقى رسالة سورية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها مشهد نضال يتواصل ليسطر صفحات مشرقة في تاريخ مجيد.
جلاؤنا عهد ووعد وأمل سنحافظ عليه بأرواحنا.
للسوريين أنتم الجلاء والعطاء، وأنتم من أعاد للعالم إنسانيته، ولنا الجلاء الأكبر حين نرفع راياتنا فوق كل شبر من أراضينا .