الرد السوري على الاعتداءات الإسرائيلية لن يتأخر، قالتها دمشق، وتابعت: سنرد في الوقت الذي يخدمنا نحن، ولا يخدم “إسرائيل”.
إذن كثيرة هي الدروس والعبر، ولكن ما أقل المعتبرين، ورغم أن الميدان السوري يبقى بإرهاصاته أصدق إنباء من كل ترهات الإسرائيلي، وماكينة الأمريكي المضللة، إلا أن اللافت أن كلاً منهما يصر حتى اللحظة على صم آذنيه، وتعمية عينيه عن الحقيقة المرة التي تصيبهم في مقتل، فوقت عبثهم الدموي ولى، ومؤامراتهم وعقوباتهم القذرة لقتل السوريين إرهاباً، وجوعاً، وعطشاً، وبرداً، ومرضاً، فُضح أمرها، وخسرا على الطاولة الأممية كل الأوراق الرخيصة التي لطالما استثمرا بها، وتوهما بأنها ستكون ضالتهم في تحقيق أطماعهما العدوانية.
لا نبالغ إذا قلنا أنه اليوم ومن دمشق تحديداً، يعاد رسم المشهد العالمي، ومنها أيضاً يعاد ترتيب كل الفوضى التي خلفها الأمريكي، وأجهزته الاستخباراتية، وبيادقه الإرهابية، ويبقى الإسرائيلي في حالة ذهول سياسي، فرؤية سورية تحتفل بإنجازاتها، وتعود من جديد إلى حضنها العروبي، ليصدح صوتها من قلب عواصم أشقائها العرب، كان أكبر من أن يتحمله عقله المتخم بالأوهام التفتيتية.
المؤكد أن التجاذبات الدولية والإقليمية تتموضع اليوم في مكانها الصحيح، فقد انكشف المستور، وفضح أمر الجاني الأمريكي، والإسرائيلي، ومسؤوليتهما عن كل ما أريق من دماء سورية زكية.
ولأن القدر السوري والنصر كانا ومنذ الأزل شريكان لا ينفصلان، مهما بلغت المؤامرات، واشتدت المحن، هاهي دمشق من جديد بحكمة قيادتها، وتلاحم شعبها، وإرادته وعزيمة جيشها التي لا تلين، وأيضاً بمساعدة حلفائها وأشقائها العرب، تستعيد زخمها ليرفرف العلم السوري عالياً في هذا الفضاء الرحب، ولتحسم دمشق الجدل بصوابية رؤيتها وثوابتها الوطنية وبأنها كانت ولا تزال ركناً أساسياً من أركان البيت العربي، وبأن الأشقاء يبقون أشقاء مهما راهن العدو على تفرقتهم.