يمن سليمان عباس:
منذ عقد ونيف من الزمن بدأ الاحتفاء بما يسمى شهر الكتاب في سورية، إذ كانت تقام المعارض في مختلف المحافظات تشارك فيها دور النشر الكثيرة وتتوجها الهيئة العامة السورية للكتاب، وقد لاحظنا توقف هذا النشاط منذ فترة ليست بعيدة لأسباب نعرفها جميعاً، يضاف إليها الآن ارتفاع تكاليف إنتاج الكتاب وما يستتبع ذلك من ارتفاع ثمنه ما يحول دون تحقيق الفائدة المرجوة من المعارض، ولكن هل يمر يوم الكتاب العالمي الذي يتم الاحتفاء به يوم 23 نيسان من دون أن نقف ولو قليلاً عنده، أليس من الضرورة بمكان أن نبقى نذكر أن الكتاب هو وسيلة الثقافة الأولى وهو طريق القراءة وبغض النظر عن أنه الآن إلكتروني أم ورقي فهو كتاب، ولا نأتي بجديد إذا ما قلنا أننا في ثقافتنا العربية أكثر الأمم التي احتفت بالكتاب ولكنها الآن وضعته أو نحته جانباً، مع أننا نتغنى به دائماً، ولكن أليس من الواجب أن نعيد للكتاب ألقه، أن نعمل على تربية أطفالنا على حب الكتاب؟، بدءاً من الأسرة إلى الروضة والمدرسة، وكم هو جميل أن يكون بين الهدايا التي نقدمها لأطفالنا كتب تناسبهم، لا بأس أن نعيد تعميم ثقافة الاستعارة من المكتبات وكذلك أسابيع المكتبات التي على ما يبدو أنها صارت مجرد ذكرى،
في يوم الكتاب لا يكفي أن نحتفي به نظرياً بل لابد من خطوات عملية أولها أن نكون نحن القدوة لأطفالنا من مكتبة البيت إلى المدرسة إلى أعلى المراحل الدراسية، كم هو جميل أن تخصص الأسرة ولو وقتا قصيراً للقراءة ويكون طقساً جماعياً بدلاً من الانشغال بالعالم الأزرق، لنقتطع بعض من وقته للقراءة، هل نفعل؟.
السابق
التالي