الثورة – فؤاد العجيلي:
بعد سنوات من الحرب والتدمير، تعود حلب لتؤكد أنها لن تُهزم، فكما ستنهض مبانيها من تحت الأنقاض، ها هي ثقافتها وفنونها تعود بقوة لترسم ملامح الحياة من جديد وتعيد إحياء دورها كعاصمة للثقافة السورية.. واليوم تتزين ليالي حلب بنجوم وأضواء فنية ويستمتع جمهور الثقافة بأنغام وهمسات تعيد للفؤاد نبضه، وللعين بريقها، وللوجه أنسه، وللروح رقتها.
وضمن هذا الإطار تستضيف المنابر الفنية والثقافية في حلب وعلى مدى ثلاث ليال العديد من الأنشطة التي تقيمها مديرية الثقافة، المعارض التشكيلية، والخط العربي، إلى جانب حفلات موسيقية تعبر عن هوية حلب الفنية والتراثية من موشحات وإنشاد ديني، وعرض مسرحي يوثق المرحلة.
وقد عبر المواطنون والمثقفون عن مشاعرهم العميقة تجاه هذه العودة للحياة، وأوضح أسامة المحمود- ناشط ثقافي، أن الثقافة هي ذاكرة المدينة وسلاحها الأقوى، وما يحدث اليوم هو عملية إنعاش لهذه الذاكرة، عبر الموسيقا والمسرح والفنون، نحن لا نستذكر ماضينا المجيد فحسب، بل نُعرِّف مستقبلنا، وهذه الليالي تعتبر رسالة للعالم أن حلب، بتراثها وإرثها الإنساني لم تُهزم.
يوسف عبد الله- طالب جامعي: اليوم نجتمع تحت النجوم لنستمع إلى الموسيقا، الفرق شاسع بين الماضي البائد والحاضر المشرق، هذا هو السلام الذي كنا نحلم به، هذا هو الانتصار الحقيقي.
ميرفت جبرة- هاوية مسرحية: تمثل ليالي حلب الثقافية أكثر من مجرد احتفالية فنية عابرة، إنها إعلان للعالم بأن نبع الإبداع في هذه المدينة العريقة لم ينضب، بل تفجّر أقوى، حاملاً معه أحلام أبنائها في غدٍ أكثر إشراقاً وسلاماً.