الثورة – رانيا حكمت صقر:
في ظل التحديات التي تمر بها الساحة الثقافية في سوريا، تظهر جمعية “بصمة فن” كمنارة للأمل والإبداع، التي تجمع أكثر من 45 فنانًا و فنانة من مختلف المدارس الفنية، لتشكل حاضنة حقيقية للفن والثقافة والموهبة في المجتمع.
من دمشق إلى سلمية وحماة، تنطلق أنشطة الجمعية في تنمية المواهب الفنية لدى الأطفال والشباب، مع تمسكها بالرؤية التي تجمع بين الحفاظ على التراث الفني وتطويره بما يعكس هوية الوطن الإبداعية. أمين سر جمعية “بصمة فن”، الفنان التشكيلي إحسان الساروت، يسلط الضوء في حديثه لصحيفة الثورة على الدور الفعلي الذي تتبناه الجمعية على الأرض، يشير الساروت إلى أن الجمعية تضم بين أعضائها مجموعة متميزة من النحاتين والخطاطين وأصحاب الأعمال اليدوية، إلى جانب فنانين من نقابة الفنانين المحترفين، يقدمون تدريبات في الغناء والموسيقا، ما يجعلها مساحة متعددة الفنون والفنون المتداخلة.
ويضيف الساروت: “نحن نؤمن بأهمية الاستثمار في المستقبل من خلال تنمية المواهب الفنية لدى الأطفال من عمر صفر حتى 15 سنة، ثم نستمر مع الشباب والكهول من خلال برامجنا التي تتضمن دروسًا فنية متنوعة تشمل الرسم، الغناء، بالإضافة إلى الدعم النفسي الذي تقدمه الفنون كوسيلة للتعبير والإبداع.” تسير الجمعية وفقًا لخطط مدروسة لتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية صيفا وشتاءً، حيث يشكل هذا الالتزام المستمر محوراً رئيسياً لتحقيق رؤيتها في صناعة بيئة فنية صحية ومستدامة،
بفضل دعم مالي محدود من جهات مانحة مثل مؤسسة الآغا خان، تستطيع “بصمة فن” تنفيذ مشاريع ثقافية وفنية تُكرّس حالة الفكر والفن في المجتمع السوري، وتعمل على خلق حالة فعالة من الإبداع والتفاعل المجتمعي.
وتشغل الجمعية مكانة فريدة في المشهد الثقافي المحلي، حيث تقيم معارض سنوية، تشارك فيها بأعمال فنية تعكس الهوية الثقافية السورية، والإبداع الحقيقي لأعضائها، إلى جانب مشاركات مستمرة في مهرجانات فنية داخل سوريا وخارجها.
ومع هذا النجاح، يؤكد الساروت أن الجمعية تعاني من نقص في التمويل، وتعتمد بشكل رئيسي على مساهمات أعضائها الفنية، دون وجود دعم كافٍ من المجتمع المدني، مما يشكل تحديًا يتطلب الانتباه والاحتضان الحقيقي لدور الثقافة في دعم النسيج الوطني وتطوير المجتمع.
تقع الجمعية في مدينة سلمية بمحافظة حماة، لكن نشاطها يمتد إلى كافة أراضي الجمهورية، وفقًا لقرار إشهارها الرسمي، حاملة رسالة سامية تهدف إلى نشر ثقافة الفن والإبداع وحماية التراث الفني في المجتمع والبلد بشكل عام، لتكون بصمة لا تُمحى في نبض الحياة السورية الثقافية.