عبد الحميد غانم:
يلتقي مفهوم الشهادة بأبعاده المختلفة في كونه يحمل رسالة إنسانية تؤكد أن العزة والكرامة تصنع بدماء أهلها كموروث إنساني وطني تتناقله الأجيال، حيث أضاء شهداء الوطن مشاعل النور في طريق الحرية لسورية الأبية عبر العصور.
الاحتفال بيوم الشهيد والذي يوافق 6 أيار من كل عام، يعكس اعتزاز الوطن بأبنائه ويجسد أسمى معاني العطاء والروح الوطنية المخلصة لأبناء سورية الأوفياء، كل في موقعه ومهمته ومسؤوليته، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحفاظ على الوطن وكرامته والدفاع عن استقلاله ودوره وعزته ورفعته.
في ذكرى عيد الشهداء يعجز الكلام عن وصف الشهيد فكل العبارات تصغر أمام سمو وعظمة معنى الشهادة وقيمة تضحية الشهداء، فأبناء سورية الذين اعتنقوا الشهادة عقيدة وآمنوا أن أرض وطنهم لن تطهر إلا بدمائهم الزكية ليحيا من عليه بأمن وسلام، قدموا التضحيات والشهداء تلو الشهداء في سبيل تحرير وطنهم من الاحتلال والغزاة.
واليوم يواصلون رسالتهم الإنسانية من أجل طرد المحتل وتحرير تراب الوطن من رجس الاحتلال الأميركي والتركي والصهيوني، ومن رجس الإرهاب ومقاومة الطامعين والغزاة. أبناء شعبنا الذين تربوا على التضحيات والكرامة والعزة لن يبخلوا بالغالي والنفيس فداء لوطنهم وعزته وكرامته.
وقد وثق التاريخ – وهو خير شاهد إنساني – في كل مرحلة تتعرض فيها سورية لعدوان خارجي أنهم كانوا سباقين إلى درء خطر هذا العدو بالاستبسال والشهادة عنواناً للتضحية والفداء وطريقاً للحرية وصوناً للاستقلال والكرامة.
يستذكر السوريون يوم عيد الشهداء بكل عظمة بطولات شهداء سورية الذين ضحوا بأغلى ما يملكون في سبيل بلادهم وهم يواجهون حرباً إرهابية كما أنهم لا ينسون أبداً صبر ذويهم الذي يختزن معاني العزة والفخر.
ويقف أبناء سورية اليوم صفاً واحداً مع أبطال الجيش العربي السوري وقائده السيد الرئيس بشار الأسد، لتبقى سورية وطن الأحرار ومقبرة الغزاة والطامعين.
يوم الشهيد يحمل أهمية خاصة حيث تستعيد فيه سورية بطولات وأمجاد قواتها المسلحة وتحيي أرواح شهدائها الذين قدموا حياتهم هدية فداء للوطن.
السادس من أيار الذي عد عيداً للشهداء يوم أغر في تاريخ سورية تحييه كل عام تخليداً لأرواح الشهداء الذين أعدمهم الاحتلال العثماني في دمشق وبيروت على يد جمال باشا السفاح عام 1916 وتقديراً لتضحيات قوافل الشهداء التي استمرت حتى يومنا هذا تروي تراب الوطن بدمائها الطاهرة في سبيل صون كرامته والحفاظ على سيادته.
ونحيي الشهداء تحيّة إجلال وإكبار وسلام خاشعٍ على أرواح شهداء أمتنا ودُعاءٌ طاهرٌ وتسبيحٌ دائمٌ على قبورهم، كما قال الشاعر ( القروي) رشيد سليم الخوري:
خَيْرُ المطالعِ تسليمٌ على الشّهدا أزكى الصلاةِ على أرواحِهم أبدا
فلتنحنِ الهام إجلالاً وتكرِمةً لكلِّ حرٍّ عن الأوطان مات فدى
تحية فرضتها قدسية التضحية وسخاء البذل لأكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر الذين سطروا تاريخ المجد بدمائهم وصنعوا المستقبل بتضحياتهم مكرسين حالة وطنية تعبر عن تمسك السوريين بأرضهم والدفاع عنها لتحقيق النصر أو الشهادة.