دينا الحمد:
في ذكرى عيد الشهداء يُكبر شعبنا الأبي تضحيات الشهداء ويجلهم لأنهم صناع مجدنا وحريتنا واستقلالنا وحماة أرضنا ومصدر افتخارنا، فهم الذين صنعوا كل المعجزات والبطولات، وحرروا الأرض، وقدموا الغالي والنفيس وهم يدافعون عن شعبهم ووطنهم.
لقد سطر شهداؤنا بدمائهم أروع صور البطولة والفداء، ودافعوا عن القضايا القومية وفي مقدمتها قضية فلسطين، كانوا وسيبقون في ذاكرة الأحفاد والأجيال رمز البطولة والتضحية والفداء، ومدرسة العنفوان والشموخ، ورمز العزة والفخار والإيثار والانتصار.
كتبوا أبجدية النصر بحبر دمائهم، فخلدنا أسماءهم في سجلات الخالدين، ووضعناها أوسمة على صدر المدارس والمشافي والشوارع والجامعات، لتظل في أعين أجيالنا شعلة النور التي تضيء لهم دروب الأمل والمستقبل الواعد.
في السادس من أيار 1916 لمعت أسماؤهم وهم يقارعون المستعمر العثماني، وأولهم عبد الغني العريسي، وعارف الشهابي، وسيف الدين الخطيب، وشفيق العظم، وعبد الحميد الزهراوي، وعمر الجزائري، وشكري العسلي، وقائمة الشرف تطول، لأنها سلسلة ستمتد لاحقاً لتضم شهداء “ميسلون” والقنيطرة والجولان وكل ذرة تراب طاهر من الجزيرة السورية إلى فلسطين.
منذ الاستقلال وحتى اليوم صانوا ترابنا الوطني من رجس المحتلين فحققوا للأحفاد المستقبل الآمن، وتركوا خلفهم دروساً عظيمة في الصمود والعطاء، فخلدهم شعبنا الأبيّ، وجعلهم رموزه العظيمة.
لعيد الشهداء معان أكبر من أي وصف، لأنها تذكّر شعبنا بكل تضحيات هؤلاء الأحرار الذين ضحوا بالغالي والنفيس ممن ساروا على درب يوسف العظمة وخطا ميسلون.
واليوم بدمائهم الزكية نكتب ملحمة النصر على الإرهاب وبحبر هذه الدماء نكتب أبجدية النصر بوجه الإرهاب الصهيوني، كما سطرنا بتضحياتهم ملحمة تشرين ضد هذا المحتل الغاصب، وحررنا ربا القنيطرة الجميلة، ورفعنا العلم السوري في سمائها الحرة الأبية.