“بعد أن كتب اسم بلاده على الشمس يلي ما بتغيب” وصدح صوته “يا ناس حبوا الناس الله موصي بالحبّ” يرحل الفنان اللبناني ايلي شويري تاركاً الصور تغرق على راحتها على بِرَك المي”
ستة عقود قضاها بين الغناء واللحن والمسرح الغنائي، ولكن كيف تنقل بين مرحلة الرحابنة التي وصفها بحلم من قصص الأساطير وصولاً إلى مرحلة الخواء الفني التي نحياها حالياً، هل لملم ذاته يائساً ورحل؟.
يفارقنا شويري ليغيب نجماً آخر من تلك النجوم الفنية التي لا تعوض، تاركاً الساحة الفنية تغصّ بفراغ لا نعرف إلى أين يفضي بنا.
من عاش تلك المرحلة الفنية النبيلة على حدّ وصفه ممتلئاً بمسرحيات الرحابنة التي عرضت على مدرجات بعلبك من (دواليب الهوا) مع صباح إلى مسرحيات فيروز ومنها (أيام فخر الدين) و(هالة والملك) و(الشخص) و(ناطورة المفاتيح) و(صح النوم) وصولًا إلى (ميس الريم).
وكتب أشهر أغاني وديع الصافي مثل (زرعنا تلالك يا بلادي) و(بلدي) و(أنت وأنا يا ليل) و(من يوم من يومين) و(يا بحر يا دوار)..سيبقى حياً في ذاكراتنا، تتقد أغانيه كلما استدعيناها فمن أعطى كلّ هذه الروحية الفنية يستحيل أن يمضي بسهولة عنا.
إيلي شويري (1939 – 2023)، الذي رحل عن (85) عاماً أمضى القسم الأكبر من حياته بين التلحين والتأليف وبين الأغنية الوطنية والعاطفية، منذ بداية السبعينيات حتى أواخر التسعينيات…إلا أنه بعد ذلك توقف، لم يستطع مسايرة السوق الفنية التي تغيّرت مطالبها وباتت تفرض نمطاً استهلاكياً، لم يتمكن شويري ومجايليه من ركوب أمواجه الصاخبة والزائلة كالزبد…!