عندما نقول حليف استراتيجي.. خارطة طريق ثنائية.. خطّة تعاون شامل استراتيجي طويل الأمد .. مذكرات تفاهم، اتفاقيات ” زراعة ـ نقل ـ نفط وثروة معدنية ـ اتصالات وتقانة المعلومات ـ مالية ـ سياحة ـ اقتصاد وتجارة خارجية …”، فنحن نتحدث هنا عن علاقات سورية ـ إيرانية صلبة ومتينة وراسخة وثابتة ومتجذرة .. علاقات وصفها السيد الرئيس بشار الأسد خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سورية، بأنها غنية عن التعريف غنية بالمضمون، غنية بالتجارب وغنية بالرؤية التي كونتها.
نعم، هذه التوءمة الاستثنائية ـ الحقيقية بين أصدقاء اليوم والأمس وغداً، ما هي إلى ثمرة ناضجة من ثمار التحالف السياسي السوري ـ الإيراني، وجرعة دعم كبيرة لدفع عجلة اقتصادنا، ورفع مؤشر تبادلنا التجاري إلى المستوى المأمول والمطلوب، وخلق خارطة اقتصادية جديدة “مركزها الشرق”، متحررة من هيمنة وسيطرة وابتزاز وغطرسة الغرب، وكسر طوق العقوبات الجائرة والظالمة التي حدّت من عملقة اقتصادنا الوطني والاقتصاد الإيراني على حدّ سواء.
هذه التوءمة الاستثنائية والشراكة الاستراتيجية كان لها مفعولهما القوي وأثرهما العظيم في دقّ الأسفين الأخير في نعش الإرهاب الدموي العابر للحدود، ورسم خارطة طريق اقتصادية جديدة، عنوانها العريض بدء مرحلة التعافي وانطلاق قطار “بلا فرامل” عملية إعادة سورية بعد “الحرب الملعونة والزلزال المدمر”.
ما بعد زيارة الرئيس الإيراني إلى دمشق لن تكون مغايرة أو مختلفة عن ما قبل أو أثناء الزيارة، وإنما مكملة ومتممة وداعمة ومساندة لها ولكلّ الملفات الجوهرية التي تمّ مناقشة أدق تفاصيلها وجزئياتها الصغيرة الخاصة بالاتفاقيات والوثائق الـ 15 التي تمّ توقيعها “بالبنط العريض”، ومتابعتها ومراقبة حسن تنفيذها، وصولاً إلى مرحلة التطبيق الكامل والمتكامل الذي سيعود بالنفع والفائدة والخير على المواطن بوصلة الدولتين السورية والإيرانية.