عمار النعمة:
لاشك أن أي أمة تزهو بمبدعيها في المجالات كافة، فكيف إذا كان هؤلاء هم من فئة الشباب الذين يسعون أن يضعوا بصماتهم في أعمال فنية تجعلك تبحر وتبحث في تفاصيلها؟
هؤلاء يستحقون الاحتفاء بهم ومتابعة أفكارهم وآرائهم.
من هنا أقام المركز الوطني للفنون البصرية معرضاً فنياً تحت عنوان :(الزلزال) تضمن عدداً من اللوحات التي عكست في مضامينها عمق الألم والأمل بعودة الحياة.
وفي تصريح للصحفيين أكد د.غياث الأخرس مدير المركز الوطني للفنون البصرية إلى أن أهم ما عبّر عنه الشباب المشاركون هو الإنسان المتضرر الأكبر من الزلزال، مبيناً أن اللوحات عكست مستويات جيدة تمثّل مواهب الجيل الشباب الذي يتميز بفكر واعد يرفد الحركة التشكيلية السورية بدماء جديدة.
فرح عبدالله خريجة معهد فنون تشكيلية وتطبيقية قدّمت لوحة تحمل موضوع الزلزال حيث صوّرت تراكم الأشخاص الذي فقدوا الحياة فوق بعضهم ولكن بقي الحبّ موجوداً.
بدورها بشرى ضبعان خريجة كلية الفنون الجميلة قالت : لدي ثلاث لوحات قياس كبير ووسط وصغير.. كلّ لوحة تحمل شكلاً يوحي بهذا الحدث الكبير والحساس حيث قمت برسم ملامح الخوف وحركة الزلزال بعنى عدم الاستقرار بحركة الأرض، مضيفة أن هناك تقشفاً بالألوان بحيث حاولت إيصال الفكرة بشكل تجريدي ،وقد استخدمت الألوان الحارة والألوان التي تدل على لون الحجر .
د.منال حمادي عضو هيئة تدريسية في جامعة دمشق قسم التصميم والغرافيك أكدت أن الورشة تحمل خصوصية لجهة المعنى والمضمون لمفهوم الزلزال والأزمة التي مررنا بها نحن السوريين وكيف تكاتفنا مع بعضنا البعض .. مشيرة إلى أن إحساس الشباب الفنانين والطلاب تجاه هذا الحدث كان كبيراً وقد حاولوا ان يعبّروا من خلال الشكل واللون والنحت عن أوجاعهم وآلامهم لكي تبقى تلك اللوحات محفورة في الذاكرة كصورة توثيقية لما حصل وكيف استطعنا أن نكون مع بعضنا البعض.
د.حسام دبس وزيت رئيس قسم العمارة الداخلية في كلية الفنون الجميلة قال : مبادرة طيبة من المركز الوطني للفنون البصرية لنشارك أسر الضحايا بالزلزال .. وقد قررنا إجراء ورشة عمل لإطلاق العنان لإبداعات الطلاب وأحاسيسهم وتآلفهم مع المشهد السوري.
وأضاف د.حسام إلى أن المركز يتميز بأنه يفتح بابه للمواهب بمعنى لايوجد تلقين لموضوعات العمل الفني وقد لاتحمل الورشات عنواناً .. بمعنى الطالب يقدّم بمايدور في ذهنه وحسب أسلوبه وفكره ورؤيته من خلال عمل تشكيلي.
مشيراً أن الفائدة من هذه الورشة هو التشاركية بين مجموعات مختلفة من الشباب الذين لديهم خبرة طويلة بشباب أقل خبرة بالإضافة إلى إشراف أعضاء مجلس المركز.