د. مازن سليم خضور:
أخبار مؤلمة متداولة على وسائل إعلام متنوعة، تقول في واحدة منها (وفاة طالب بتوقف قلب مفاجئ نتيجة الضغط الدراسي والنفسي قبل أيام من بدء الامتحانات الشهادة الثانوية) !!
بالإضافة إلى حالات إغماء وتوتر خلال يوم الامتحانات الأول في عدد من المحافظات.
في فترة الامتحانات كثيراً ما نلاحظ ظهور القلق عند الطالب والأسرة.. فقلق الامتحان يعني ” حالة انفعالية يُفَسِّر الطالب فيها موقف الامتحان باعتباره موقفاً مهدداً له، فيزداد تحفزه إلى الحد الذي يؤثر سلباً على تركيزه الإدراكي المطلوب للتحصيل العلمي”، و ينبغي أن نفرق بين القلق الطبيعي والقلق المبالغ فيه والذي قد يكون مرضياً.
كذلك يمكن تعريف الإجهاد والضغط النفسي وفق منظمة الصحة العالمية “على أنه حالة من القلق أو التوتر النفسي الناجم عن وضع صعب، وهو استجابة بشرية طبيعية تدفعنا إلى مواجهة التحديات والتهديدات التي نمرُّ بها في حياتنا، والجميع يعاني الإجهاد بدرجة أو بأخرى ولكن الطريقة التي نستجيب بها للإجهاد تصنع فرقاً كبيراً في حالة الرفاه العام التي نعيشها” وتختلف استجابة كل شخص بالنسبة للضغط الذي يتعرض له ولطبيعة الشخص ذاته.
– ومن أسباب الضغوط النفسية: الضغوط الحياتية تؤثر على حياة الإنسان واتزانه النفسي، وعليه فإن الفرد يتعرض يومياً لمصادر الضغوط النفسية كالمصائب أو مواقف أو هزات انفعالية شديدة وهناك الضغوط المهنية فإن ضغط العمل هو تعبير عن حالة الإجهاد العقلي أو الجسمي الحاصلة في العمل.. أما الضغوط الاجتماعية والمادية من خلال عدم قدرة الفرد على التكيف مع متطلبات الحياة الاجتماعية فتصبح مصدراً ضاغطاً يكون له آثاره النفسية والاجتماعية عليه.
بالإضافة إلى كثرة إلحاح الأسرة بالدراسة وتجاهل فترات الراحة والترويح عن النفس واستنفار الأسرة بشكل مبالغ فيه فترة الامتحانات.
ومع بدء امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية هناك مجموعة من النصائح التي من المفترض أن يلتزم بها الطالب من جهة، والأهل من جهة أخرى لاسيما وأن الأهل يقعون أيضاً تحت مجموعة من الضغوطات.. أولاً بأن ابنهم مطالب بتحقيق درجات عالية ويرغبون أن يكون أبناؤهم بأفضل المستويات، وهذا حقهم لكن هناك حقيقة تقول بأن لكل شخص قدرات وطاقة محددة خاصة، وأن الأهل منذ بداية العام الدراسي وإلى الامتحان يكونون قد دفعوا فاتورة مالية كبيرة وكبيرة جداً للوصول إلى التحصيل الأعلى،
وبالتالي هنا مجموعة من النصائح التي تساعد الأسرة في مثل هذه الأوقات ومنها:
التحفيز الدائم والداعم للطالب وبالتالي زيادة ثقة الطالب بنفسه و التركيز على الجوانب الإيجابية عند الطالب والإضاءة عليها، وتجنب قدر المستطاع الخلافات الأسرية، وتأمين بيئة دراسة مناسبة، والحصول على أوقات الراحة والنوم الكافي والغذاء المناسب والأهم التعامل مع قدرات الطالب بواقعية ودون المبالغة من جهة، ومن جهة ثانية عدم المقارنة بين الطالب مع اخوته أو رفاقه؟
والعمل على طمأنة الطالب وإعطائه فكرة عن الامتحان بشكل منطقي لاسيما أن الأغلبية يصورون الامتحان على أنه جحيم، والتأكيد على الطالب بمراجعة الأسئلة وعدم التسرع، وبأن العبرة ليست بالسرعة في الإجابة بل في النتيجة النهائية.