الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
لم يخترع الإنسان ما هو أعظم من التدوين الذي بدأ مع الأبجدية الأولى التي ابتكرها السوريون في أوغاريت وكانت شمس الخلود و مازالت وستبقى تشع على العالم.
لقد وثق الحرف كلّ شيء واستطاع الإنسان أن يخلد أعماله ويدونها لتبقى للأجيال ..ربما سبق الحرف الرسم على الجدران كمحاولة للتوثيق ومازالت الكثير من الرسوم موجودة ..
لكن آلاف الرقم في ايبلا وأوغاريت قدمت للعالم وثائق مهمة وأضاءت صفحات من التاريخ القديم وجهد الإنسان في سبيل تحرير عقله من سطوة الطبيعة والجهل .
أما التوثيق اليوم لاسيما عند الذين يظنون أن الفضاء الأزرق ملاذ آمن له فهو ليس كما كتبنا أكثر من مرة ليس إلا ذاكرة غبارية مفتاحها بيد الآخر الذي يستطيع أن يمحوها بكبسة زر لتصبح مجرد ذرات هائمة.
لابدّ من التوثيق الورقي ..لصون تراثنا المادي واللامادي ..واليوم نحتاج ذلك أكثر من أي وقت مضى إذ ثمة من يسطو على تراثنا ويسرقه ويزور حتى ما يجري الآن أمامنا..فكيف يكون الأمر بعد عقود من الزمن ..التوثيق خلود وذاكرة ولكن بشروطه الصحيحة.
في هذا الملف نحاول الإضاءة على بعض جوانبه والإشارة إلى مؤسسات تعنى به ..فشكراً لمن استجاب وكان على قدر المسؤولية.
العدد 1147 – 13-6-2023