الثورة – أسماء الفريح:
انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وبشدة تصريحات الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ عن أن الحلف سيعمل مع شركاء في أوروبا وآسيا ضد روسيا والصين مؤكدا أن اتباع هذه السياسة أمر غير مجد.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في أعقاب اجتماع روسيا-رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” في العاصمة الأندونيسية جاكرتا اليوم :”هذه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها مثل هذه التصريحات حيث تنص الوثائق الأساسية لكل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على أن روسيا والصين تشكلان تهديدا وتحديا والآن قال ستولتنبرغ في قمة فيلنيوس إنه ليست فقط خطط روسيا والصين وإنما العلاقات بين روسيا والصين بحد ذاتها تشكل تهديدا لحلف شمال الأطلسي بمعنى أنه وحسب رغبتهم فمن غير المسموح لنا حتى إقامة علاقات “.
وأضاف “هذا طريق لا آفاق له وهذا مسار يؤكد مجددا أهمية المهمة التي نضعها الآن مع العديد من الشركاء لمواجهة الأشكال الحديثة للاستعمار ومحاولات الهيمنة في الشؤون العالمية والتصدي للانتهاك المباشر.. لمبدأ ميثاق الأمم المتحدة بشأن ضرورة الاحترام والمساواة في السيادة بين جميع الدول”.
وشدد لافروف على أنه “من الواضح أن أعضاء الناتو ليسوا مستعدين لذلك، وجنون العظمة يتجلى في جميع تصرفات قيادة الحلف والدول الأعضاء فيه بشكل عام وهذا أمر جلي للجميع” مشيرا إلى أنه ليس هناك أي فرصة لنجاح مثل هذه السياسة.
وحول خطط عقد محادثات سلام بشأن أوكرانيا في الدنمارك هذا الشهر ,قال وزير الخارجية الروسي إن روسيا لم تتلق إشارات من البلدان الشريكة المشاركة في الاجتماع بأن المحادثات يمكن أن تبدأ في تموز الجاري مشيرا إلى أن هناك سببا للاعتقاد أن هذه المعلومات غير موثوقة.
وبين لافروف أنه ليس هناك سبب للاعتقاد أن هذه المعلومات موثوقة نظرا للرغبة العنيدة لكييف وقادتها الغربيين في اتباع مسار التصعيد العدائي مؤكدا في الوقت ذاته عدم تخلي بلاده عن الحوار كوسيلة سياسية لتحقيق أهداف العملية في أوكرانيا.
وأوضح أن الغرض الرئيسي من الاجتماع في كوبنهاغن كان محاولة إقناع ممثلي الجنوب العالمي بدعم صيغة السلام للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مع العلم أن هذه المبادرة غير مقبولة وغير مجدية كما أبلغت روسيا شركاءها من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
يذكر أنه في حزيران الماضي استضافت كوبنهاغن اجتماعا على مستوى عالٍ حضره ممثلون من عدد من البلدان بما فيها البرازيل والهند وجنوب أفريقيا والصين بالإضافة إلى مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان و تقرر خلاله عقد محادثات سلام بشأن أوكرانيا في تموز الجاري حيث صرح المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف في وقت لاحق بأن موسكو لم تكن على علم بأي خطط لمثل هذه المفاوضات.
وفي سياق آخر , أكد الوزير لافروف أن لدى روسيا ورابطة آسيان آفاقا جيدة للتعاون في مجال أمن الغذاء والطاقة مبينا أن توسيع وتعزيز التعاون متعدد الأوجه من الأولويات المشتركة للجانبين ولذلك فإن الاتصالات بين الطرفين عن طريق وزارات الخارجية ومجالس الأمن القومي تتطور حاليا بشكل مكثف.
وقال إن أجندة العمل تتضمن أيضا مبادرات جديدة في مجال رقمنة الاقتصاد وتطوير المدن الذكية إلى جانب أن هناك آفاقا جيدة للتعاون في مجال ضمان أمن الغذاء والطاقة وفي مجال التعليم.
وشدد لافروف على أن موسكو “تؤيد باستمرار تعزيز الهيكل الأمني الذي تمثل “آسيان” مركزه والذي ينبغي أن يظل أساسا للأمن والتنمية المستدامة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ”.
وبشأن الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة “5+1” , قال الوزير الروسي إنه من غير الواقعي انتظار توافقات جديدة بشأن إحياء الاتفاق في الوقت الحالي، قبل عام من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
وتابع: “من يدري أي نوع من الإدارة ستكون، ديمقراطية أم جمهورية؟ لكن لا توجد ضمانات بأن تلك الإدارة الجديدة لن تكرر حيلة الانسحاب من الاتفاق الذي تم التوصل إليه”.
وأشار لافروف إلى أن هناك اتصالات غير رسمية وغير معلن عنها بين واشنطن وطهران حول عدد من الملفات الثنائية لكن لا علاقة لها بالاتفاق النووي معلنا ترحيب بلاده بمثل هذه الاتصالات الهادفة إلى تخفيف التوترات بينهما.
وحول صفقة الحبوب , صرح لافروف، بأنه ليس على علم بالمقترحات الجديدة لهذه الصفقة .
وتنص الصفقة المبرمة بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة وتركيا على سماح موسكو بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق الدولية لكن العقوبات الغربية تقف حجر عثرة على طريق تطبيق الاتفاق حيث تعهدت الدول الغربية بعدم تقييد حركة الصادرات الروسية من الأسمدة والحبوب والزيوت والغذاء لكنها تعاقب في الوقت ذاته شركات التأمين وخدمات السفن التي تتعامل مع روسيا.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا قد قدمت مقترحات لتركيا بشأن صفقة الحبوب، قال لافروف: “لا أعرف عن أية عروض جديدة” مضيفا “على ما يبدو، نحن نتحدث عما ناقشه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان منذ فترة طويلة حول استعدادنا للعمل مع تركيا حول إمدادات الحبوب بشروط تفضيلية وخاصة القمح إلى البلدان النامية الأكثر حاجة لهذا المنتج”.