ظافر أحمد أحمد:
أعمق المسلمات في مفهوم السيادة اعتمادها ركناً أساسيا من أركان قيام الدولة، وهي رمز الحرية والكرامة والاستقلال الوطني.
ويضمن مفهوم السيادة كامل الحرية للدولة في تنظيم سلطاتها التشريعية والإدارية والقضائية، فالسيادة وفق فقهاء الدستور في العالم تعني (سلطة الدولة العليا، يخضع لها أفراد الدولة رضا وكرها)..، وهذا بالضبط ما يصون مفهوم الحرية من الفوضى.
بناء على هذه التوطئة يمكن فهم أنّ الحرب السورية وتحديدا، المعركة التي قادتها وتقودها الدولة السورية في مواجهة الإرهابيين والاحتلالات الواقعة على أجزاء من الجغرافيا السورية هي حرب سيادة في مفهومها الحقيقي الخاص ب”سيادة الدولة أمام الخارج وسيادتها أمام الدّاخل”.
ولأنّ الشأن السوري يتسخن أكثر وأكثر في المحافل الدولية فلابد من تذكير القاصي والداني، سوري الداخل والخارج، الانفصالي وغير الانفصالي، المعارض وغير المعارض، بدستور الجمهورية العربية السورية الذي ينص على أنّ: سورية (ذات سيادة تامة، غير قابلة للتجزئة، ولا يجوز التنازل عن أي جزء من أراضيها..).
كما لا يمكن التعامل بسطحية وطوباوية مع الديباجات التي تؤكد (الحفاظ على سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها)، وقد تصدرت هذه الديباجات قرارات أممية وتتصدر تصريحات سياسية دولية عديدة، فهذه الديباجات لا تحتاج إلى فقهاء في الدستور والفكر السياسي العالمي لشرحها، وهي أساسا مشروحة في الدستور السوري بأنّها السيادة التامة.
وتتصدر الولايات المتحدة جميع الدول في خرق سيادات دول الكرة الأرضية، وتشكل الخطر الأكبر الذي جعل مفهوم السيادة يبتعد عن المفهوم الوطني والدستوري لكل دولة من دول العالم، حيث تصنّعه وفق الشخصية الأميركية، فتعتمد واشنطن منذ سنوات طويلة على تحويل إقليم ما من أيّ دولة تستهدفها بمخططاتها إلى إقليم ساخن بإثارة النعرات الطائفية والسياسية والإثنية…لتقدم نفسها دائماً كلاعب رئيس لحل مشكلته والتدخل في شؤون الدولة التي يتبع لها، وهذا ما حوّل واشنطن إلى العابث الأول في المستقبل الدولي.
لذلك ما من تصريح سياسي ودولي او جهد أممي يمكنه اكتساب مصداقية حول الشأن السوري إذا تجاهل خطورة قواعد الاحتلال الأميركي في سورية ودورها في استنزاف الحل السياسي السوري واستنزاف الاقتصاد السوري خصوصا بالسرقة المباشرة لثروة النفط.
ولأنّ واقع السيادة السورية في حالة استنزاف جغرافي وسياسي واقتصادي خصوصا بسبب الاحتلال الأميركي فإنّ الحرب السورية مستمرة بهدفها الأوّل والأخير: حرب السيادة السورية التامة.
السابق