الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
كعادتها حمص ولادة للمبدعين، ولا تتردد بتكريمهم، نحن اليوم أمام مبدع متعدد المواهب الكاتب والمخرج المسرحي “فرحان بلبل” من خلال حوار شيق أداره الدكتور الناقد هايل الطالب تحت عنوان “حكاية المسرح والحياة” بالتعاون بين مديرية الثقافة المركز الثقافي حمص والاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين منتدى العائدين الثقافي في حمص، سنتناول بعض ما ورد فيها:
هايل الطالب: ما سبب تأخر الإرهاصات لدى المسرحي فرحان بلبل؟
بلبل: بدأت حياتي كشاعر ولدي ديوان ولم أكن أعرف شيئاً عن المسرح، لكني دون سابق إنذار، قررت أن الشعر ليس ميداني وإنما المسرح هو غايتي، واظبت لمدة أربع سنوات على دراسة المسرح دون أن أتحدث عن الأمر، لأنني أكره أن يربت أحد على كتفي، ويقول: لك مستقبل، بدأت أكتب المسرح لكنه فن مقروء، بينما يجب أن يكون مشاهداّ، لأُخرجَ أول مسرحية، اكتشفت بعد أسبوع أنني لا أعرف شيئاً عن الإخراج، أمضيت أربع سنوات أخرى أتعلمُ فن الإخراج، بالقراءة أولاً ومشاهدة الأعمال السورية ولقاء المخرجين السوريين، ومنهم: زيناتي قدسيه الموجود بيننا الآن، وأسعد فضة وعلي عقلة عرسان وفواز الساجر، كنت التقي بهم دائماً، حتى شعرت أنني متمكن من الإخراج، لأقدم رسالتي بتحريض الناس على التغيير، أمضيت أربع سنوات أخرى أتشاجر فيها مع الجمهور والمسرح والمسرحيين.
يضيف بلبل: بعد هذا العمر الذي قضيته على المسرح أجد نفسي على قارعة الطريق، منذ عام ٢٠١١ توقفت عن العمل المسرحي، كنت أحضّرُ حينها لعمل مسرحي للأطفال، وبقي لعرضه عشر بروڤات، توقفت عن العمل مع بداية الأحداث في ذلك العام.
ومما كنا نقوم به: كنا نذهب إلى الرميلان ندخل أماكن لم يدخلها أحد قبلنا من المثقفين، فظنَّ الجمهور أول مرة أننا راقصات ومغنون، لنفرض عليهم احترامنا بعد رؤية العرض، استمرت عروضنا حتى عام ٢٠١١.
كنا خلال العروض نطرد الأطفال، قال لي الراحل أحمد منصور: أليس للأطفال الذين نطردهم حق علينا.
لننتقل إلى مسرح الطفل عام ١٩٧٩، ليكون لنا معهم صولات وجولات، كنا بعد كل عرض نجري جلسة مناقشة مع الأطفال بعفويتهم التي لا ترحم بانتقاداتهم، لتثمر هذه العلاقة مع الأطفال أول أثر لها، فلم يكن في سورية قبل ذلك مسرح للطفل، فنبهت فرقتنا السوريين لهذا المسرح، بدأت بعدها العديد من الفرق الاهتمام بالأطفال والعمل لهم.
ليؤكد بلبل: بأنه تعلم من الأطفال كيف يكتب لهم، وأن المهرجان العمالي أقيم لأجلهم لمدة عشر سنوات.
-هائل الطالب: الشعر أناني ونرجسي وردات فعله كثيرة، أما الفن المسرحي فالمخرج يعطي الخشبة من نرجسيته، ويبرز الممثلين الذين يصفق لهم الجمهور، يكون المخرج والكاتب في الخلف ما رأيك؟ حيث كانت بدايتك مع الشعر ثم انتقلت للمسرح.
ليس هناك شيء يدوم الذي يكتب الشعر أو المسرح لابد أن تفتح له الأبواب ويشاهده الناس، لكنه فجأة يتوقف عن العمل هذه سنة الحياة، عندما توقفت عن العمل على المسرح لم أحزن عملت في الظل لزمن طويل، وبرغم توقفي عن الإخراج لم أتوقف عن الكتابة، عندما جلست في الظل شعرت أنني أخذت حقي من الجمهور وأعتقد أن جمهوري المسرحي ودولتي والناس كرموني، لقد نلت كل التكريم في هذه الحياة.
أخيراً: هذا غيض من فيض مما ورد في الحوار الشيق مع الكاتب والمخرج المسرحي فرحان بلبل بحضور نخبة من المثقفين ورواد مديرية الثقافة.