سلطاتنا وإعلامنا ومواطنونا

الآثار التي خلفتها قرارات رفع أسعار المحروقات على معيشة المواطنين وحياتهم مؤلمة، وتحتاج إلى قرارات وأفعال استثنائية من القائمين على سلطات ومؤسسات الدولة المختلفة، بدءًا من العاصمة ودراسة إمكانية إعادة النظر بتلك القرارات وغيرها من القرارات النقدية والاقتصادية التي تساهم في زيادة تكاليف الإنتاج وأعباء المعيشة وتخفيض قيمة الدخل، وانتهاء بالسلطات المحلية في المحافظات وآخر وحدة إدارية في قرانا المنتشرة على امتداد ساحة الوطن لجهة التخفيف من تداعيات ماجرى، عبر ضبط الأسعار ومنع استمرار انفلاتها وعبر توفير متطلبات تحسين الدخل الذاتي من الأرض وغيرها، وتحقيق التنمية التي طالما تتحدث بها تلك الجهات دون نتيجة تذكر على أرض الواقع حتى الآن.
وتحقيق ماتقدم يتطلب فكراً وعملاً مختلفاً عما تم اتباعه سابقاً من هذه السلطات، كما يتطلب الشفافية مع الإعلام والمواطن ..وضمن هذا الإطار لابد من تنفيذ ماجاء في سياق الخبر الذي نشر أمس عن جلسة مجلس الوزراء وعدم الالتفاف عليه كما جرى سابقاً، فاللقاءات المباشرة مع المواطنين، والتماس شكاويهم ومعالجتها، والاستماع إلى متطلباتهم، والعمل على تلبيتها ضمن الإمكانات المتوافرة، والشفافية التامة في تناول القضايا المعيشية والخدمية والتنموية، والتأكد من سلامة الإجراءات المتعلقة بتقديم الخدمات، والمعالجة الفورية لأي تقصير أو خلل أينما وجد وعلى أي مستوى ..أمور في غاية الأهمية والضرورة في ظل الظروف القاسية وغير المسبوقة التي يعيشها معظم المواطنين هذه الفترة.
ونعتقد أنه بدون التعاون التام مع الإعلام الوطني وتقديم المعلومة المطلوبة لممثليه في الوسائل المختلفة من الصعب تنفيذ ماذكر، وهنا نعود للقول إن نسبة كبيرة من المسؤولين المحليين والمركزيين في الحكومات السابقة والحالية كانوا وما زالوا بعيدين عن الشفافية في تعاملهم مع المواطن والإعلام، وكانوا يحجمون-خلافاً لقانون الإعلام – عن إعطاء (المعلومة) لوسائل الإعلام الوطنية لأسباب مختلفة غير موضوعية بمعظمها، رغم طلبها ورغم الأهمية القصوى لتسويقها في الشكل والوقت المناسبين، وبالطبع أدى ذلك وغيره لخلق هوة بين الإعلام والمواطن، ومن ثم بين المواطن والحكومة، وجعل الكثيرين يلجؤون لوسائل إعلام أخرى غير وطنية، ولوسائل التواصل الاجتماعي.
وأختم بالتأكيد على أن الواقع السيئ الذي نعيشه له أسباب خارجية تتعلق بالحرب وتداعياتها المختلفة، وداخلية تتعلق بنا كمسؤولين في الدولة بمواقع سياسية وتشريعية وتنفيذية وقضائية محلية ومركزية، وأيضاً كفعاليات تجارية وثقافية واقتصادية واجتماعية وأهلية وإعلامية مختلفة، وعلينا جميعاً أن نعمل كل من موقعه بكل مانملك من إمكانات لإيجاد الحلول المناسبة بسرعة عبر الحوار الراقي المنتج وليس عبر الشارع حتى لانصل إلى مرحلة نحقق فيها أهم أهداف أعدائنا وهي القضاء على وطننا.

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين