خطوطنا الحمراء

تربينا صغاراً على تحية العلم نرفعه مع بداية الأسبوع وحناجرنا الطفولية تصدح بالنشيد الوطني.. حماة الديار عليكم سلام.. أعناقنا مشرئبة.. عيوننا تلتمع بكبرياء الكرامةِ التي نفخر..

تعلمنا في درس الجغرافيا أن خارطة سورية رغم أن خطوطها لم يرسمها أبناؤها إلا أن ترابها غالٍ؛ كل ذرة فيه تفدى بالروح وعلينا الحفاظ عليه.. فهي جزء من أمة كانت مساحتها بلا خطوط تَقْسِمها، تتحرك فيها بحريتك حيث الحرية الحقيقية التي غصت بها حلوق المستعمرين، فأعملوا فيها غيّهم وحقدهم، قسّموها واحتلوها، تركة من العثماني البغيض المريض..

تعلمنا ونحن نرتدي بدلة الفتوة أننا شباب رديف للجيش العربي السوري، عز وفخر الوطن حامي حماه، قَسَمُهُ الذودُ عن حياضه بكفالة الدستور. تاهت بدايات طفولتنا بين المرش العسكري من الإذاعة ومنع التجول إلى أن بدأ الاستقرار مع التصحيح الحقيقي لمسيرة الحياة.. وأصبحت سدة الرئاسة ملاذ الأمان والاستقرار لوطن عانى من الخضات السياسية والانقلابات ما أترع أيامه.. خطوطنا الحمراء تلك رُسِمَتْ تفاصيلها في منمنمات حيوات الشعب السوري، الأرض.. العلم.. النشيد.. الجيش العقائدي.. ورجل يحفظ كرامة الوطن والإنسان.. ثوابت راسخة في قلب كل سوري، تعليمه مكفول، صحته مصانة، ورغيفه خط أحمر.. وكل حاقد على سورية وشعبها، يبتلع نار حقده لينفثها عندما تسمح له الفرصة.

ولأن كل نفس ذائقة الموت.. غيب القدر حافظ الأسد.. لينتخب الشعب طبيب العيون بشار الأسد الذي عرف كيف يكفكف دموع شعب وجد العوض فيه، حافظ على ثوابت رسوخ دولته، وشق لها طريق الصعود نحو موقع يأخذها إلى مصاف دول تدعى بالمتقدمة.. وعلى النقيض، كانت نار الحقد تشتد استعاراً في قلوب أعدائها.. وحنق الكثير من بني الجلدة الذين ضاق الحسد بقلوبهم فانفجر متوحداً مع نار الغيظ الاستعماري، الذي لم ينس يوماً أنه دُحر ليس من سورية فحسب بل من كل بقعة عربية، فكان مخطط التدمير العربي ربيعاً دعوه، أنتج رعاعاً وإرهاباً.. قتلاً وتدميراً.. تقسيماً وتقطيعاً في أوصال الأمة.. وتبقى سورية الدولة متماسكة؛ شعب خارق حافظ على كينونتها.. جيش أسطوري ملاحمه تدرس في الأكاديميات العسكرية.. عَلمٌ لم يخفت بريق نجومه.. نشيد يعزف في باحات المدارس تنشده حناجر أبناء الوطن ويصدح به أبطال سورية في محافل تفوقهم خارج حدود الوطن، رياضيين وطلبة علم..

أرض ارتوت بدماء أطياف أبنائها عقيقاً تزدان به، وتزهر من أرواحهم شقائق النعمان.

قائد لم يحمل الثمين في حقائبه ويرحل.. واسطة العقد في ثباته، حفظ الشعب والدولة.. ازداد الحقد والغيظ.. كبر الحصار وصدّرت له القوانين الخانقة.. تهافتت براثن الحاقدين ومن احتفظوا بأحلامهم البائدة.. خسروا الحرب لتبدأ معركة التجويع والعبث الاقتصادي.. وإيقاظ الفتنة.. وغزو الدبابير على المناحل.. ليس لسرقة عسلها فحسب.. بل لتشتيت جموعها المتآلفة..

تناسى الحاقدون أن الحرة لا تأكل بثدييها.. وأن ضيق العيش والتضييق على المواطن السوري الذي يتباهى به بايدن الخرف، لن يكون الأجندة التي يتسلل منها حقده وبنود خططه، وأن المغريات التي يقدمون ويرضى بها حفنة الخونة، لن يسيل لها لعاب الشرفاء كما المستفيدين من الضائقة ليثروا على حساب لقمة العيش.. وتكبر كروشهم من ثقوب جيوب الفقراء والمفقرين.

ما فعلوه في العراق يطبقونه اليوم في سورية.. تركوا العراق بلا جيش ليكون لقمة هشة.. السوريون جيشهم قوي وظهيره شعب يعض على جرحه، ويبلع كسرات خبزه جافة، ليظل لحمه مراً علقماً لايمكن لعدوه بلعه..

اليقظة التي يخشاها عدونا هي الطوفان الذي يحرقه، وليس فقط حرارة الهجير التي يتحملها السوريون لأنهم على يقين أنهم سينعمون بلذة برودة نسمات تهب من كل أرجاء الوطن ومن فيء كل غصن شجرة على أرضه الطاهرة زرعها شريف على باب داره أو في حقله أو بين الصخور حتى لو كانت من البازلت، لأن في التراب الطاهر ما يبرعم وينمو ليصبح الشجر خمائل عشق يستظل بفيئها عشاق الأرض.

الوطن.. المعشوق الأوحد ولا معشوق غيره.. تلك هي خطوطنا الحمراء.. حذار الاقتراب منها.. هي نور لأبناء الشعب، نار على أعدائه وخونته وناكري رغيف قمحه.

 

 

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين